بعد حملة غير معلنة شهدت صعودًا وهبوطا، يعلن اليوم الوزير سيلفان شالوم أنّه لن يترشّح لمنصب رئيس دولة إسرائيل. قرر شالوم أنّه من دون الدعم الصريح لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فليس في نيّته أن يترشّح للمنصب، وذلك رغم أنه حظي بتأييد واسع من قبل أعضاء الكنيست من الليكود.
وكما ذكرنا، فقد ظلّلت حملة شالوم شكاوى قدّمتها نساء بتهمة أنه تحرّش بهنّ جنسيّا قبل 15 عامًا. قرّر المستشار القضائي للحكومة في نهاية المطاف ألا يتّخذ الوسائل القانونية ضدّ شالوم بحيث ظلّ طريقه للرئاسة مفتوحًا، ولكن دون الدعم السياسي بدا أنّ احتمال النجاح في السباق ليس كبيرًا.
من أجل الترشّح للرئاسة، فعلى المرشّح أن يجنّد تأييد عشرة أعضاء كنيست على أقلّ تقدير. والآن بقي مرشّحان بارزان للمنصب: عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر الذي جنّد 14 توقيعًا وعضو الكنيست رؤوفين ريفلين الذي جنّد عددًا غير معروف (ولكن أكثر من عشرة) من التوقيعات. وبالتباين، فجنّد عضو الكنيست مئير شيطريت أيضًا، والوزيرة السابقة داليا إيتسيك ومرشّحِين آخرين عددًا غير معروف من التوقيعات ومن المتوقّع أن يترشّحوا.
إنّ صَمتْ رئيس الحكومة نتنياهو بخصوص المرشّح المفضّل بالنسبة له لا يزال يتردّد صداه. على مدى التاريخ السياسي لدولة إسرائيل، كان من المعتاد أنّ يصرّح رئيس الحكومة بدعمه لمرشّح من قبله، ويعزّز ترشّحه. الرسائل الوحيدة التي خرجت من مكتب نتنياهو قبل هذه الانتخابات هي بأنّ رئيس الحكومة يريد إلغاء مؤسّسة الرئاسة تمامًا وألا يدعم أيّ مرشّح.
ويقدّر مسؤولون في النظام السياسي الآن أنّ نتنياهو يطلب من عضو قديم في الليكود وهو دافيد ليفي الدخول للترشّح بدعمه وتشجيعه. كان نتنياهو وليفي في الماضي خصومَين سياسيَّين أشدّاء: في عام 1990 كان نتنياهو نائب ليفي، الذي كان وزيرًا للخارجية، وكانت منظومة العلاقات بين الرجلين متوتّرة.
في عام 1993 ترشّح كلّ من نتنياهو وليفي لرئاسة حزب الليكود، واتّهم نتنياهو ليفي بأنّه أراد اغتياله سياسيًّا بطرق جنائية. فاز نتنياهو على ليفي في السباق، وبعد ذلك عيّنه وزيرًا للخارجية في حكومته. انتهى هذا الفصل في العلاقة بينهما أيضًا بالانفجار، وذلك حين استقال ليفي من حكومة نتنياهو الأولى وصرّح بأنّ “الحكومة قد ذهبت في رحلة دون هدف”.