وفق التقاليد اليهودية، خرج اليهود من العبودية في مصر إلى الحرية عبر صحراء سيناء قبل نحو 3500 سنة. لذا من المفاجئ أن آلاف اليهود المتدينين اختاروا الاحتفال بعيد الحريّة اليهودي في سيناء، الواقعة في الدولة التي خرجوا منها قبل آلاف السنوات.
نظمت السيدة أودلياه، وهي امرأة متديّنة، وأم لثلاثة أطفال من مدينة أشكلون في جنوب إسرائيل، وجبة عشاء جماعية بمناسبة عيد الفصح اليهودي شارك فيها 300 سائح يهودي في سيناء. وفق أقوالها، أصبحت معجبة بسحر شبه جزيرة سيناء في الفترة التي توفي فيها والداها. “بدأتُ أزور سيناء للترويح عن النفس”، وفق أقوالها ولكن أودلياه لم تستطع أن تتناول الأطعمة التي حضرها مستضيفوها البدو، لأنها تتبع قوانين “الحلال” وفق الشريعة اليهودية. في كل زيارة لها إلى سيناء تحضر معها طعامها.
بعد وفاة والدتها بسبب مرض السرطان، قررت أودلياه أن تنظم وجبة عشاء “حلال” في سيناء تخليدا لذكراها. “سألت في الفيس بوك إذا كان هناك أشخاص معنيون بالاحتفال بعيد الفصح اليهودي في سيناء، في حال نجحنا في تنظيم “شاطئ يلبي معايير الحلال”، ولمزيد من الدهشة تلقيت أكثر من 300 تعليق على المنشور”، قالت أودلياه.
تجدر الإشارة إلى أن هذا العام أيضا، يزور عدد كبير من الإسرائيليين سيناء رغم تحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب، التي توصي جدا بعدم زيارة سيناء، بسبب وجود عناصر داعش في شبه الجزيرة. ولكن تجاهل نحو 35 ألف إسرائيليّ التحذيرات الأمنية وسافروا إلى سيناء. لم يسافر الإسرائيليون لأن سيناء منطقة جميلة فحسب، بل بسبب الأسعار الزهيدة أيضا. ففي السنوات الأخيرة، أصبحت أسعار الفنادق في إسرائيل آخذة بالارتفاع، وهي أعلى بكثير من أسعار الفنادق في سيناء. يدعي الإسرائيليون في سيناء أنهم لن يزوروا مدينة إيلات الإسرائيلية طالما أنهم قادرون على “اختيار رحلة جيدة أيضا ولكن بسعر أرخص”.
أوضح ناتان وهو يهودي متديّن عمره 28 عاما من القدس، لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قائلا: “حتى الآن، في كل مرة زرت فيها سيناء، لم أتعرض لمشاكل وقلق، وأنا لا أحاول أن أخفي هويتي اليهودية البارزة”.
للمقارنة، تصل تكلفة رحلة عائلية لوالدين وطفلين في فندق في إيلات لمدة أسبوع إلى أكثر من 5000 دولار، لا يشمل هذا السفر والوجبات. ولكن في الجهة الثانية من الحدود الإسرائيلية، في سيناء، تصل تكلفة رحلة عائلية تتضمن وجبات نحو 500 دولار.