كان قد وعد 20 رئيسًا، مرشّحًا، ومسؤولًا في مجلس الشيوخ الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ودونالد ترامب هو الرئيس الأخير الذي وعد بذلك. ولكن يبدو أن ترامب الذي لم يبدأ شغل مهام منصبه بعد، هو رجل أفعال وليس أقوال فحسب. فالتقى، وفقًا لتقرير نشرته القناة الثانية الإسرائيلية، ممثلون عن ترامب مع ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية من أجل إجراء فحص أولي لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
تملك السفارة الأمريكية قطعة أرض في القدس كانت قد اشترتها عام 2014. يدور الحديث عن أرض فندق “ديبلومات” (الموجود خارج الخط الأخضر). وتعمل في محيط تلك الأرض اليوم دائرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية ودار للعجزة فيها 500 عجوز.
التقى في الأسبوع الفائت ممثلون من وزارة الخارجية مع ممثلين من وزارة الاستيعاب من أجل استيضاح معلومات حول الأرض. وكان ممثلو وزارة الاستيعاب قد قالوا إنه من الإشكالي إخلاء المبنى وسكانه الـ 500، وإن الإخلاء سيستمر حتى عام 2020. وقالوا أيضًا إن ممثلي وزارة الخارجية سيهتمون باستيضاح الأمر ثانية مع مالكي المبنى.

ولكن هذه المشاكل البيروقراطية لا تثني ترامب عما ينوي القيام به. فصرّحت مديرة حملة ترامب الانتخابية، كيلى كونواى، حينها قائلة: “هذا الموضوع هو أهم المواضيع لدى الرئيس المُنتخب، كان الرئيس واضحًا جدًا خلال الحملة الانتخابية، وبعد انتخابه أيضًا سمعته يُكرر موقفه هذا عدة مرات خلال مُحادثات شخصية، وعلنية أيضا”. ستكون خطوة نقل السفارة إلى مكان جديد في العاصمة، وفقًا لأقوال مديرة الحملة الانتخابية، “خطوة هائلة وسهلة أيضا”.
كانت هناك مُحاولات لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في الماضي. صادق الكونغرس الأمريكي عام 1995 على قانون، ينصّ على وجوب نقل السفارة إلى القدس. ولكن، وجد الرؤساء الأمريكيون حتى ذلك الحين، فجوات في ذلك القانون أتاحت لهم تأجيل تنفيذ عملية النقل كل نصف عام.
قام الرئيس أوباما بتأجيل نقل السفارة ثماني مرات خلال ولايته. كذلك كانت حال الرؤساء في البيت الأبيض الذين كانوا قبل أوباما مثل بيل كلينتون وجورج بوش الابن، اللذين كانا يؤجلان عملية نقل السفارة كل نصف عام. يحتفظ ترامب أيضًا بحق إرجاء تنفيذ قانون نقل السفارة، ولكن السؤال هو إن كان يريد أن يستخدم ذلك الحق.