رُفِعت صورة في الأيام الأخيرة إلى حساب فيس بوك وأصبحت سريعا شائعة جدا، يظهر فيها فاتورة ذات مبلغ عالِ، بشكل خاص، كان قد قدّمها صاحب مطعم عربي من قرية أبو غوش المجاورة للقدس، إلى ثمانية سائحين صينيين.
اضطر السائحون الثمانية إلى دفع مبلغ خيالي بقيمة 4,400 دولار مقابل تناوّل وجبة عشاء في المطعم، الذي يُعتبر مطعما لتقديم الوجبات الشعبية والرخيصة نسبيًّا، وليس مطعما فاخرا بشكل خاص. لا يزيد سعر الوجبة للفرد في قائمة الوجبات في ذلك المطعم، غالبا، عن 25 دولار. ولكن وصل السعر للسائح الواحد من بين السائحين الثمانية إلى 550 دولارا تقريبا.
بدت الفاتورة التي حصل عليها السائحون على النحو التالي:
تأجير غرفة خاصة – 1060 دولارا
وجبات مُقبّلات وسلطات – 170 دولارا
كحول – 1565 دولارا
الوجبة الرئيسية – 835 دولارا
حلويات – 345 دولارا
رسوم الخدمة 400 دولار
المجموع – نحو 4,400 دولار (16,500 شاقل)
غضب المتصفِّحون في مواقع التواصل الاجتماعي من التكاليف المذكورة، وقالوا إنها تُشكّل استغلالا للسائحين، الأمر الذي يمسّ بسمعة الإسرائيليين في نظر السائحين المُحتَمَلين. نشر الصورة “مكتب منظمي السياحة الوافدة إلى إسرائيل”، وهو رابطة من رجال الأعمال الذين يعملون في مجال السياحة، وكُتب إلى جانبها “هناك بالتأكيد مليار صيني، ولكن ليس مؤكدا أن جميعهم حمقى. لقد أعلن هؤلاء السائحين أنهم لن يعودوا أو ينصحوا أصدقاءهم بالسفر إلى إسرائيل. وهكذا نحن نهدم بأعمالنا احتمالات السياحة الصينية إلى إسرائيل”.
ولكن يُوضّح صاحب المطعم، جودت إبراهيم، أن الأمور تختلف تماما. لقد قال إنّ السائحين الصينيين طلبوا مسبقا استئجار كل المطعم، الذي يتسع لاستضافة 300 شخص، من أجل زيارة المطعم يوم الجمعة. ويُعرف أن يومي الجمعة والسبت هما اليومان الأكثر ازدحاما في المطعم.
يُوضّح إبراهيم أنّ السائحين قد جلسوا في المطعم نحو تسع ساعات، التهموا طعاما، صخبوا، وسكروا. لقد طلبوا منه أن يشتري لهم مسبقا مشروبات كحولية باهظة الثمن، طلبوا تحضير 30 كيلوغراما من لحم الخروف المحشو، ومأكولات خاصة أخرى، وليس هذا فحسب بل أخذوا معهم كل ما تبقى من الوجبة.
“في الواقع ظننتُ أنه يجب إلزامهم بدفع مبلغ أعلى، في ظل الحقيقة أن المطعم كان محجوزا لاستضافتهم فحسب بناء على طلبهم في ذلك اليوم”، كما يقول إبراهيم. “السعر الذي دفعوه مقابل الوجبة كان واقعيا. نحن نُقدّم أيضا وجبات بتكلفة 20 شاقلا، وهناك وجبات تصل تكلفتها إلى السعر الذي دفعه السائحون الصينيون. إذا نظرنا إلى ذلك المبلغ، سنكتشف أنّه مبلغ ملائم للوجبات التي حصلوا عليها”.