“واجهت صعوبات نفسية كوني سجّانا شخصيا لآيخمان وصعوبات في تجاهل كل أعماله الوحشية. أصبحت إنسانا متعلقا بالآخرين، أعاني من الخوف والقلق”. في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقول واحد من بين السجّانين الثلاثة الذين حرسوا الطاغية النازي أثناء سجنه في إسرائيل، في الشكوى التي قدمها ضد وزارة الأمن.
في الشكوى، يطلب السجّان (ابن 81 عاما) الذي خدم في مصلحة السجون لمدة نحو 25 عاما، الاعتراف به كمُعاق في الجيش الإسرائيلي إثر الصدمة التي تعرض لها في السنوات التي حرس فيها آيخمان بشكل مكثف. وفق شهاداته، كان عليه أن يتذوق أطعمة آيخمان قبله، خوفا من محاولة تسميمه “شعرتُ في كل مرة تذوقتُ فيها الطعام بخوف كبير من الموت. شعرت كل مرة من جديد أنني ضحية لحراسة آيخمان”.
“كانت حراسته مكثفة وفيها مسؤولية كبيرة جدا”، يقول السجّان. “في إحدى المرات عندما أجريت فحصا في الرسائل التي تلقاها، وجدت سكين حلاقة تحت الطوابع المُلصقة على الغلاف”.
لاحقت صورة القاتل النازي، السجّان الذي حرسه طيلة سنوات حكمه “حتى اليوم، عندما أتذكر أعماله الوحشية، قتل الأبرياء، الأولاد الأبرياء والمسنين، أرتجف وتذرف عيناي الدموع دون سيطرة”، يقول السجّان لصحيفة يديعوت أحرونوت.
ويضيف: “أصبحت إنسانا متعلقا بالآخرين، أعاني من الخوف والقلق، وأشعر بكابوس في الليل وكأن آيخمان يضع يديه على حنجرتي ويحاول خنقي وهو ينظر إليّ بعينيه المخيفتين”.
قبل بضع سنوات، بعد أن تدهور وضعه نفسيا، توجه السجّان إلى أخصائي نفسي وطبيب نفسي لتلقي علاج، حيث شُخص خلاله أنه يعاني من اضطراب التالي للصدمة. لذلك أصبح السجان اليوم يتلقى علاجا دوائيا بالأقراص لمعالجة الأمراض النفسية، وهو لا يستطيع القيام بأدائه دونها.
أدولف آيخمان هو من كبار النازيين وصاحب منصب مركزي في منظومة الإبادة، وتم الإمساك به أثناء عملية قام بها الموساد في بوينس آيرس، حيث سكن فيها في عام 1960. تم إحضاره إلى إسرائيل ومحاكمته وفق 15 بند اتهام، ومنها جرائم حرب، جرائم ضد الشعب اليهودي، وجرائم ضدّ الإنسانية. في نهاية المحكمة التي استمرت 8 أشهر، اتضح أن آيخمان كان مذنبا فحُكِم عليه بالموت. ومات شنقا في عام 1962.