أحد المناصب الأكثر تقلبا في السياسة الإسرائيلية هو رئاسة حزب العمل. فمنذ عام 1992، لم ينجح أي رئيس للحزب في الصمود أكثر من أربع سنوات في منصبه. وستبذل الرئيسة الحالية، شيلي يحيموفيتش، قصارى جهدها حتى لا تصبح جزءا من هذه الإحصائية.
أعلنت يحيموفيتش هذا الصباح عن تقديم الانتخابات لرئاسة الحزب لتاريخ 14 تشرين الثاني 2013، لكنّ هذا الإجراء مرتبط بموافقة مؤتمر حزب العمل، ولا يُعلَم حتى الآن إن كانت لديها أكثرية لهذا الإجراء. أوضح مصدر مسؤول في العمل هذه الخطوة: “كلما جرت الانتخابات أبكر، كانت احتمالات يحيموفيتش في الانتصار أكبر. فهي ستدخل المنافسة مع إنجازات في الصراع حول الموازنة. تصعّب المواجهة السريعة تجنيد منتسبين جدد من الخارج. المرشحون الآخرون داخل الحزب لا يمتلكون الشعبية الكافية بعد، والمرشحون من الخارج لن يرغبوا في المواجهة في ظروف كهذه”.
من جهتها، أوضحت يحيموفيتش خيارها لتقديم الانتخابات: “مع انتهاء هذه الانتخابات الداخلية، نحصل على حسم الناخبين، نترك خلفنا كل المواجهات الداخلية، ونتابع أقوياء وموحَّدين في الطريق الطويلة التي علينا اجتيازها”. في صفحتها على الفيسبوك، أضافت يحيموفيتش: “منذ عام 2000، تغير لدينا ستّة رؤساء! أعتزم أن أصنع التاريخ، لأكون أول رئيس للحزب منذ مدة طويلة يُنتخَب لولاية ثانية”.
تكره يحيموفيتش الصراخ بين أعضاء حزبها بأنها غير مؤهلة لمنصب الرئيس، وأنها تخاف من المواجهة. عبر تقديم الانتخابات، تحاول إنتاج جو في الحزب لا يتيح لأحد الحلول مكانها حتى نهاية الانتخابات القادمة، أو الغرق في الأوهام بأنه يمكن زعزعة مكانتها.
لكن السبب الرئيسي لهذا الإجراء هو، كما يبدو، بند في قوانين الحزب يتيح التصويت في الانتخابات الداخلية بعد نصف عام على الأقل من لحظة الانضمام للحزب. صحيح أن تقديم الانتخابات إلى تشرين الثاني لن يمنع مرشحين خارجيين من الترشح للانتخابات (لا يمنع القانون المنتسب الجديد الترشح لمنصب رئيس الحزب في أول نصف سنة)، لكنه سيمنع المرشحين المحتَملين من ضمّ كمية كبيرة من داعميهم إلى الحزب قبيل الانتخابات.
وبين كل التهديدات الخارجية التي تخشاها يحيموفيتش يبرز واحد، رئيس الأركان السابق جابي أشكنازي. قبل أسبوع فقط، توقع مقربون من أشكنازي أن تعمد يحيموفيتش إلى تقديم الانتخابات خشية انضمامه للسباق. “هو هادئ، لكنها في حالة هلع”، قال مصدر مقرب من أشكنازي، “لم يقل أبدًا إنه سيدخل السياسة، ينضم للعمل، أو يترشح لأي منصب”.
يحظى أشكنازي بدعم كبير بين الجمهور الإسرائيلي. رئيس الأركان الذي عاد إلى الجيش “ليعيد الأمور إلى نصابها” بعد حرب لبنان الثانية يتمتع بصورة شعبية، ولكن متشددة، وبسمعة الرجل العملي. التقديرات هي أن صورة أشكنازي لدى الجمهور، إضافةً إلى كونه نشأ في لواء جولاني، التي لا يُعتبر سكانها بين المصوتين التقليديين لحزب العمل، يعززان احتمالاته في مواجهة قادمة مع نتنياهو. التحدي المركزي في نظر الكثيرين من اليساريين في إسرائيل.
لكنّ إجراء يحيموفيتش ليس ضربة قاضية بالنسبة لبرامج أشكنازي النظرية. ففي حال قرّر الترشح لرئاسة الحزب، سيحظى بدعم اثنَين من أصدقائه المقرّبين في الحزب، النائب بنيامين (فؤاد) بن إليعزر، ورئيس الهستدروت (نقابة العمال) عوفر عيني، اللذَين لديهما معًا قوة كبيرة بين أعضاء الحزب.
لكن كما ذُكر، من غير الواضح إن كان أشكنازي يعتزم الترشح للانتخابات القادمة لرئاسة الحزب. لا تزال لأشكنازي تعقيدات في تحقيق المدعي العام العسكري الرئيسي في قضية المستند المزور على اسم بوعز هاربز الذي غادر مكتبه، كما أضيفت حادثة جديدة قال خلالها كلاما ذا طابع جنسي للصحفية أورلي فيلنائي. ثمة إمكانية أن ينتظر أشكنازي حتى الانتخابات التمهيدية القادمة في العمل، والتي ستجري قبيل الانتخابات العامة القادمة.
في حال ترشح أشكنازي وفاز في الانتخابات القادمة، سينشأ وضع لا يكون فيه رئيس أكبر حزب في المعارضة عضوا في الكنيست، وبذلك لن يكون أشكنازي زعيما للمعارضة خلال ولاية الكنيست الـ 19.
ليس أشكنازي المرشح الوحيد. فقد أعلن حتى الآن مرشحان عن رغبتهما في الترشح لرئاسة حزب العمل: عضوا الكنيست إيتان كابل وأرئيل مرغليت. كما ذُكر رئيس كتلة العمل يتسحاق هرتسوغ ورئيس فرع المخابرات سابقا اللواء عاموس يدلين كمرشحَين محتملَين.