يعمل رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، على إصلاح الشرخ الذي نشأ بينه وبين جمهور اليمين في إسرائيل، والتقى اليوم مع رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات التي في الضفة الغربية في مقرّ إقامته في القدس. وذلك بعد سلسلة من التصريحات التي ألقاها ريفلين، وخصوصا تلك التي جاءت بعد قتل عائلة دوابشة في قرية دوما والعملية الإرهابية في مسيرة الفخر، مما أثارت جهات يمينية ضده.
وكما ذكرنا، فبعد العملية الإرهابية في قرية دوما قال ريفلين إنّه من المؤسف أنّ أبناء شعبه قد اختاروا الإرهاب، ممّا أثار غضبا كبيرا في أوساط الكثيرين من الشعب الإسرائيلي.
ريفلين: “حقّنا في البلاد ليس مسألة للخلاف السياسي. إنّه حقّ منذ الأجداد”
واليوم، في لقائه مع زعماء المستوطِنين، ذكّر ريفلين لمن نسي أنّه كان وما زال رجل حزب الليكود اليميني، الذي يدعم استمرار البناء في المستوطنات. قال ريفلين: “أحبّ أرض إسرائيل من كل قلبي. لم أرفع أبدا يدًا عن أرض إسرائيل ولن أرفع. بالنسبة لي، فحقّنا في البلاد ليس مسألة للخلاف السياسي. إنّه حقّ منذ الأجداد”.
وأضاف: “نحن نكافح من أجل استمرار نموّ وزيادة الاستيطان”.
من جهة أخرى، ألمح ريفلين إلى زعماء المستوطِنين أنّ مشروعهم لا يمكن أن يضر بالقيم الأساسية لدولة إسرائيل. بخلاف الزعماء الذين كانوا مستعدّين لقبول المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية مع تجاهل انتهاك القانون، قال ريفلين: “من أجل تحقيق الهدف الأعلى في بناء أرض إسرائيل يجب الحرص على القيام بذلك بالإجراءات القانونية المتاحة لنا فقط”، مؤكّدا على أنّ المستوطنات ليست فوق القانون.
وأكّد ريفلين كذلك على أنّ المستوطنين ليسوا معفيّين من التصرّف الأخلاقي، أيضًا تجاه جيرانهم الفلسطينيين، وقال: “السيادة على البلاد، تعني المسؤولية إزاء كل من يعيش هنا، وهي تلزمنا جميعًا بالتوافق مع القواعد الأخلاقية الصارمة”.
اختار زعماء المستوطِنين من جهتهم الاحتجاج على تجميد البناء، وقال رئيس مجلس الضفة الغربية، آفي روئيه: “إنّ التجميد وإيقاف التخطيط المستقبلي في بلداتنا يضرّان بالوجود المادي وبمستقبل أطفالنا”. بل واحتجّ روئيه على عرض منفّذي القتل في قرية دوما، والذين لم يتم القبض عليهم حتى اليوم، كممثّلين عن جميع المستوطِنين، معربا عن أسفه عن القتل.