أعلنت خلية تفكير تابعة لمعهد الأبحاث RAND في شهر شباط من هذا العام أنه إذا اندلعت حرب بين روسيا وقوّات الناتو المنتشرة في منطقة بحر البلطيق، فستنتصر روسيا خلال نحو ثلاثة أيام – بل حتى أقل من ذلك، فالتقدير الدقيق هو أنّ الحسم سيكون خلال 60 ساعة.
يساهم مركز الأبحاث RAND، مؤسسة لا تهدف إلى الربح تشغّل نحو 1900 خبير، في بلورة السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة منذ أواسط القرن الماضي. مع ذلك، فقد واجه التصريح الحاسم للمعهد حول هذا الموضوع ردود فعل مستغربة، على الأقلّ حتّى تأكيده هذا الشهر من المصدر الأكثر أهلية في الأمر – وزارة الدفاع الأمريكية.
فقد تبنى مساعد وزير الدفاع لشؤون روسيا، أوكرانيا، وأورو- آسيا، استنتاجات تقرير خلية التفكير، وشهد أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي أنه لم يتغير الكثير منذ نشر التقرير. مع ذلك، فهو يعتقد أنّ الأمور قد تشهد توازنًا حتى نهاية العام 2017، بعد تعزيز قوّات الناتو في المنطقة بشكلٍ ملحوظ.
وكان تقرير RAND قد توصّل إلى أنّ دُوَلًا مثل إستونيا، لاتفيا، وليثوانيا ليست لديها أية إمكانيات لصدّ هجوم روسي بقواها الذاتية، وحتّى قوّات الناتو الموجودة حاليًّا لا تكفي لقلب كفة الميزان العسكري.
ويفصّل التقرير أنّ قوّات الدول الثلاث معًا توازي نحو 11 كتيبة، هي عبارة عن كتائب مشاة خفيفة مع كمية قليلة من المركبات العسكرية المصفّحة. أمّا في الجانب الآخر فهناك 46 كتيبة للجيش الروسي، بما فيها كتائب مدرّعة وحضور ملحوظ للقوّات الجوية والبحرية.
يُظَنّ أنّ القوة الهجومية يجب أن تكون أكبر من القوة المدافعة بنسبة 3:1 حتى يُضمَن الحسم. أمّا توازن القوى في بحر البلطيق فهو حاليًّا 4:1، ولا يُتوقَّع أن يتغيّر ذلك إلّا في حال عزّز حلف الناتو قواه هناك بشكلٍ ملحوظ.