استيقظ رسّامو الكاريكاتير في العالم العربي في نهاية الأسبوع الماضي على أيام ليست بسيطة، وذلك بعد مجزرة الصحفيين في المجلة الفرنسية الساخرة “شارلي ايبدو”، والتي نُفّذت على خلفية رسوم الكاريكاتير التي سخرت من النبي محمد. في الوقت الذي عبّر فيه بعضهم عن تضامنهم مع المذبوحين من خلال رسوم كاريكاتير قاموا برسمها، كان هناك أيضًا من ظنّ بأنّه لا حاجة للاعتذار عن الحدث، لكونه لا يعكس الإسلام كله.
كانت الرسوم الفكاهية النقدية بشكل تقليدي من معاقل الحرية في العالم العربي، حتى قبل الربيع العربيّ والثورة ضدّ الحكام. في العالم الذي يمثّل فيه الصحفيون في الشرق الأوسط لسان حال الحكام، كانت رسوم الكاريكاتير تلك نقطة مضيئة من حرية التعبير ولم يوفر مبدعوها حرجا من منتقديهم.
في الصباح الذي تلا المجزرة في مكاتب الصحيفة في باريس، كرّس العديد من الصحفيين في العالم العربي مساحة واسعة في الواقع عن المجزرة، بما في ذلك رسوم الكاريكاتير. في الصحيفة اللبنانية “الأخبار”، المتماهية مع حزب الله، ظهر رسم كاريكاتوري وفيه شخصان عُلّقا على سيف مع قلمهما الرصاص، وكُتب عليه “المساواة تطير في الهواء”. في الصحيفة اللبنانية أيضًا “الجمهورية” تم تخصيص رسم كاريكاتوري ظهر فيه كيف تدفّق الدم من القلم الذي يكتب – والذي يخرج منه الرصاص.
في المغرب أيضًا، عبّروا عن تضامنهم مع الضحايا. حيث ظهر هناك رسم كاريكاتوري لامرأة تحاول مسّ كلمة “حرية”، ولكن ظهر سكينا مع كتابة “قانون الصحافة” وهي مغروسة في ظهرها. في كاريكاتير آخر ظهر مسلّحان يطلقان النار، حيث بجانبهما برج أيفل قد بدأ ينزف دما في عدد من إحدى الصحف.
وظهرت في صحيفتي “الحياة” و “الشرق الأوسط” الشهيرة والمؤثرة رسوما كاريكاتورية دون كتابة، ولكن يمكن الاستنتاج بأنّها تشير إلى الحادث. في “الشرق الأوسط” يقف رجل وعلى رأسه “فقاعة فكر” حيث العديد من البنادق تُوجّه إليه. وظهر في صحيفة “الحياة” رسم كاريكاتوري لشخص يرتدي لباسا أسود يقيّد يدي شخص آخر كرمز للفعل الذي نفّذه الإرهابيون. في الصحيفة الكويتية “الجريدة” ظهر رجل في رسم كاريكاتوري وهو يمسك بندقية كُتب عليها داعش وخرج منها قلم رصاص
كانت هناك أيضًا رسوم كاريكاتورية أكثر تفاؤلا. رسم رسّام الكاريكاتير في صحيفة “العربي الجديد” كاريكاتيرا قيل فيه إنّ قلم الحبر أو قلم الرصاص أقوى من طلقة الرصاص. وظهر في الصحيفة اللبنانية “النهار” رسم كاريكاتوري ظهر فيه كيف يكسر قلم الرصاص فوهة البندقية.
وانضم رسّامون من إسرائيل أيضًا إلى زملائهم من مختلف أنحاء العالم، وردّوا على المجزرة المروّعة بأفضل طريقة يعرفونها: الرسم الكاريكاتوري. وإليكم بعض الأمثلة التي ظهرت في الأيام الماضية على الشبكة العنكبوتيّة: