في رسالة موقعة ب “غربية في وطني”، تكتب مواطنة سورية وصلت إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي بعد هروبها من ويلات الحرب المشتعلة في وطنها: “نشكر الشعب في دولة إسرائيل بكافة شرائحه.. لوقوفهم إلى جانب الشعب السوري المنكوب”. هذه الرسالة هي واحدة من عشرات الرسائل التي نشرها الجيش الإسرائيلي على الصحفيين في إطار حملة إعلامية تسلط الضوء على المساعي الإنسانية التي يبذلها الجيش لمساعدة السوريين.
وتتابع “غربية في وطني”: “نحن اليوم موجودون في دولة إسرائيل لعلاج الأطفال وتقديم الدعم النفسي والروحي لهم – جازاهم الله عنا كل خير- شاكرين حسن ضيافتهم واستقبالهم لنا حتى أصبح لدينا إحساس بأننا شعب واحد تفصل بينهم الحدود الجغرافية فقط”.
ومثل هذه الرسالة التي تعبر عن مشاعر السوريين الذي يتلقون العلاج في إسرائيل، التي فتحت أبوابها لاستقبال آلاف الجرحى، لا سيما في السنتين الأخيرتين، تجد رسائل دونها أطفال بخط غير متقن بعد عبّروا فيها عن امتنانهم لما تقوم به إسرائيل. أحدهم يكتب دون ذكر اسمه “لكل من يقول إن إسرائيل عدو نقول له أنت كذاب. السلام لسوريا وإسرائيل”.
وفي رسالة موقّعة باسم “سورية”، وصفت فيها شابة سورية الحال في سوريا فكتبت “الوضع في سورية مأساوي. بدنا سلام. بكفينا دم. لا في كهرباء. لا في شغل. الناس عم بتموت على البطيء. كانت سورية أحلى دولة بالدول العربية. ليش هيك عم بصير فيها”. ومن ثم تضيف “الجريح يلى عم بنزف دم عم يفوت على إسرائيل وإسرائيل عم بتشافي جرحانا. إحنا فكرنا إسرائيل عدونا طلعت منيحة. أنا بحب أشكر مشافي إسرائيل وأشكر الجيش الإسرائيلي على جميع المساعدات من ناحية الغذاء والكهرباء والمشافي وعلى مساعدتها للأطفال السوريين”.
ووفق المعطيات التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، فقد تلقى أكثر من 3000 جريح في الحرب الأهلية علاجا طبيا في إسرائيل، ووصل زهاء 1000 طفل إلى إسرائيل لإجراء فحوص طبية. ويصل إلى إسرائيل أسبوعيًّا أطفال سوريّون مع أمهاتهم لتلقي علاج طبي فيها. وتدل الصور التي ينشرها الجيش للمصابين على أن الإصابات التي يعاني منها السوريين خطيرة، فتكون الصور قاسية للمشاهدة، وتتحمل إسرائيل تكاليف العلاج ومكوث الجريح في المستشفى المدة اللازمة لشفائه. وقد ساهمت هذه المساعدات في تغيير نظرة الكثير من السوريين عن إسرائيل.
ففي رسالة أخرى كتب جريح سوري “يلي عم نعيشوا بسوريا دمار للشعب السوري. والشعب كلو تعب من الحرب والدمار. وحتى العرب المحسوبين علنيا ما عم يوقفوا مع الشعب السوري. ونشكر دولة إسرائيل لاستقبال الجرحى والإصابات الإنسانية”.
ونشر الجيش كذلك صورا لفعليات ينظمها للأطفال الذي يتلقون العلاج في المستشفيات والتي يشرف عليها مربون وعاملون اجتماعيون، بهدف تحسين حالتهم النفسية وإعادتهم إلى نشاطات تميز عالم الطفولة مثل الرسم وغيره.