انتقادات في الوسط العربي على أقوال نتنياهو البارحة (الإثنين)، الذي أعرب عن اعتذاره بخصوص تصريحاته يوم الانتخابات، حيث قال حينها: حكومة اليمين في خطر، الناخبون العرب يتدفّقون بأعداد هائلة إلى صناديق الاقتراع. تجلبهم المنظمات اليسارية بالحافلات”.
شعر الكثير من المواطنين العرب، في إسرائيل، باستياء من التصريحات وطالبوا نتنياهو بالاعتذار. اجتمع البارحة مع بعض ممثلي المُجتمع العربي في مقره الرسمي واعتذر منهم.
إلا أن الكثيرين في المجتمع العربي رفضوا قبول ذلك الاعتذار وتحدثوا عن أن ذلك ليس إلا نوع من المخاتلة والكذب. كذلك ادعى البعض بأن نتنياهو لم يقم إلا بدعوة شخصيات عربية من الكبار بالسن، الذين يسميهم هو “ممثلي الوسط”، والذين هم لا يمثلون غالبية الوسط حقًّا، بل يمثلون العرب الذين صوتوا لليكود وللأحزاب اليهودية، وأنه أدار ظهره للشباب العرب.
كذلك قيل إن نتنياهو في كلامه لم يعتذر بل “أبدى أسفه”، أي، لم يتحمل مسؤولية أفعاله وتصريحاته. لم يقم نتنياهو أيضًا بدعوة وسائل إعلامية لتغطية الحدث والمقاطع التي تم بثها كانت قد مرت من خلال مكتب المُتحدث باسم الليكود وديوان رئيس الحكومة، دون إمكانية توجيه مسح انتقادي.
رفض حزب القائمة المُشتركة هو أيضًا اعتذار رئيس الحكومة: “للأسف فإن عنصرية نتنياهو وحكومته لم تبدأ ولن تنتهي بتصريحاته التحريضية تلك”، وفق ما أُعلن. “قوانين عنصرية ومجحفة وسياسة التفرقة هي مشاريع نتنياهو للكنيست القادمة أيضًا ولهذا لم يتبق لنا إلا أن نرفض هذا الاعتذار وأن نستمر بنضالنا من أجل تحقيق المساواة للمجتمع العربي. عملية إبداء الأسف تلك هي أمر فارغ من محتواه وتهدف فقط إلى المتابعة بنهج الحكم العنصري”.
انتقد محمد بركة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة سابقًا، خلال حديث له مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، ما فعله نتنياهو قائلاً: “القيام بهذا الاستعراض المسرحي بما يتوافق مع الفكر الاستعماري، جمع بعض التابعين للإمبراطورية، بملابس تقليدية، لكي يُصفقوا له – هذا أمرُ مُثير للقلق والغثيان”.
وقال نائب الكنيست عيساوي فريج من حزب ميرتس: “أنا سعيد بأنه اعتذر. أود أن أُصدق رئيس الحكومة ولكنني لا أعرف بأي رئيس حكومة عليَّ أن أثق – ذلك رئيس البارحة؟ أم رئيس اليوم؟ أم رئيس الغد؟ كل يوم لديه موقف مُختلف. أدعو رئيس الحكومة بأن يدعم أقواله بالأفعال. أتحنا له الفرصة لثلاث ولايات، ووصلت العنصرية والقومية إلى ذروتهما”.
نال نتنياهو أيضًا نصيبًا كبيرًا من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم وصفه بأنه أشبه بملك يتوجه “لرعايا من أبناء الأقليات الذين نسوا ما معنى كرامة”. كتب الكثيرون أنهم لا يصدقونه وبأن اعتذاره ليس حقيقيًا بل “مداهنة” مفروضة عليه فقط لتخفيف الاحتقان الجماهيري. يبدو أن هناك الكثير من العمل الذي ينتظر نتنياهو إن أراد بالفعل أن يُثبت للعرب، الذين يعيشون في إسرائيل، بأنهم مواطنون مساوون لبقية مواطني إسرائيل.