قبل 20 عاما، استخدم الجندي الأردنيّ أحمد الدقامسة، سلاحه لقتل سبع فتيات عمرهن 13 عاما، وأصاب ست فتيات أخريات، عندما كنّ في رحلة مدرسية في متنزه في الباقورة (نهرايم). نجا أحمد من عقوبة الموت بسبب الادعاء أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية أثناء تنفيذ القتل، وحُكم عليه لمدة 20 عاما.
ثار غضب في إسرائيل إزاء مشاهد الفرح والاحتفالات في الأردن بسب إطلاق سراح القاتل. جاء الغضب بشكل أساسيّ بسبب أقوال وزير العدل الأردنيّ حينها، حسين مجلي، قبل ست سنوات، التي أعرب فيها أنه يدعم القاتل ويعتبره بطلا وطنيا، في حين أنه قبل 20 عاما، قال إن الجندي يعاني من أمراض نفسية عندما كان ممثله القانوني. فبدلا من شجب أعمال الدقامسة شجبا كبيرا، أصبح يعتبر بطلا في نظر معارضي اتفاقية السلام مع إسرائيل.

قالت أخت إحدى الضحايا التي تسبب بها الدقامسة، لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنها تشعر بشعور صعب إثر إطلاق سراحه المرتقب. “أشعر بألم إزاء فكرة أن القاتل سيطلق سراحه قريبا ولا يمكن استيعاب ذلك”. قالت. “أشعر بألم صعب لست قادرة على وصفه”. أعربت والدة فتاة أخرى قُتلت أثناء الحادثة عن ألمها قائلة: “أشعر بحزن عميق، من جهتي يجب أن يقضي كل حياته في السجن بسب أعمال القتل الفظيعة التي ارتكبها”.
كما هو معلوم، بعد مرور بضعة أيام من الحادثة الصعبة في عام 1997، التي كانت ستقوّض اتفاقية السلام التي كانت في بداية طريقها بين إسرائيل والأردن، غادر الملك الحسين إسبانيا كان في زيارتها مسافرا إلى إسرائيل لتعزية عائلات الضحايا في إسرائيل. في خطوة استثنائية، اعتذر الملك أمام العائلات باسم المملكة الأردنيّة الهاشمية آمرا بدفع تعويضات مالية لعائلات المتضررات. نجحت زيارة الملك الحسين بن طلال في تهدئة النفوس المستعرة إلى حد ما في الأردن والحفاظ على اتفاقية السلام.