إذا كشفنا لأطفال اليوم، أنّه كان هناك يوما ما طفولة أخرى تماما، خالية من ألعاب Xbox، واتس آب، وخالية من ألعاب الهواتف المحمولة المتقدّمة ومزدحمة بقضاء الوقت في الطبيعة، الجلوس أمام شواطئ البحر في الأيام الحارة من الصيف وباختراع الألعاب: “شرطة ولصوص”، حروب الفرسان وغيرها… يمكننا أن نفترض بأنّهم سيدوّرون عيونهم وينفجرون بالضحك.
ولكن حتى لو لم نتثبّت بتلك الفجوة بين الأجيال، لا يمكن ألا نستنتج بأن الطفولة قديما كانت ببساطة أكثر براءة من كل جهاز محمول، وتطلّبت تطوّرا أقل وأعطت الكثير جدّا للأطفال الذين ولدوا في ظلّها.
تُملي وتيرة الحياة في أيامنا هذه السعادة من خلال المادية، بينما كان بالإمكان في يوم من الأيام أن نلتقط لحظات من الفرح على أجنحة الخيال. بحث الأطفال قديما عن الألعاب كما هم أطفال اليوم، ولكن النطاق كان محدودا. كانت الألعاب قديما أكثر مقاومة بل إنّ الكثيرين منّا ورّثوا تلك الألعاب لإخوانهم وأخواتهم الذين أتوا بعدهم.
إذا كيف في الواقع لعب الأطفال الإسرائيليون قديمًا؟ أمامكم بعض النماذج والصور لألعاب بسيطة، كانت كل عالم أطفال السنين البريئة:
البنانير
كان بالإمكان شراء البنانير في كل دكان ومتجر صغير للألعاب في كل مكان. كانت تأتي غالبا في أكياس مشبّكة من البلاستيك، 40 بنّورة ملوّنة وصغيرة وبنّورة واحدة كبيرة في كل مجموعة. كانت اللعبة المفضّلة هي “الضرب نحو الحفرة”: كان على المشاركين في اللعبة أن يضربوا نحو الحفرة التي حُفرت مسبقا في الأرض. أولئك الذين أحرزوا أهدافا كانوا يتقاسمون بنانير من اللذين لم يحرز أهدافا.
نواة المشمش
تلك لعبة إسرائيلية قديمة ومعروفة جدّا وفريدة. “نواة المشمش” هي في الواقع لبّ ثمرة المشمش الصلبة. من المعروف في إسرائيل أن فترة نضج المشمش كانت قصيرة جدّا، بين شهر أيار حتى أواسط شهر حزيران، تماما بين فترة إنهاء السنة الدراسية وبداية العطلة الكُبرى. كانت تمنح تلك الفترة القصيرة الأطفال على الأكثر 3 أشهر من اللعب. هناك عدّة صيغ للعبة ولكنّ الهدف كان مشابها وهو أن تراكم أكبر عدد من نواة المشمش. تشبه مبادئ اللعب بنواة المشمش مبادئ اللعب بالبنانير، إلا أنّ البنانير كانت تكلّف مالا في حين أن نواة المشمش كانت من النفايات.
نموذج للعبة: نرتّب أربعة نويّات من المشمش في مربّع، ومن يحرز هدفا داخلها يحظى بالنواة التي رماها بالإضافة إلى النويّات الأربع. أما النويّات التي لم تدخل يأخذها ذلك الذي قام بترتيب المربّع وساهم بالنويّات الأربع.
المربعات
لا شكّ أنها لعبة طفولية عالمية. ولكن الأولاد أيضًا وخصوصا البنات في إسرائيل يعرفونها جيّدا. المثير هو أنّ مصدر لعبة المربعات هو بريطانيا في فترة الإمبراطورية الرومانية. كان الجنود الرومان بحاجة إلى الركض في ساحة المعركة ملفوفين بالدروع الثقيلة، واعتقدوا أن لعبة المربعات ستحسّن من أداء أرجلهم.
قوانين اللعبة بسيطة جدّا: في كل عمود، يرمي اللاعب الحجر ويحاول أن يسجّل هدفا داخل الفتحات التي فيها رقم المرحلة التي هو فيها. في بداية اللعبة يحاول أن يسجّل هدفا في الفتحات التي فيها الرقم “1” وهلمّ جرّا. بعد أن يسجّل اللاعب هدفا داخل المنطقة المحدّدة، عليه أن يقفز بحسب نمط من الحركات محدّد مسبقًا، ويتوافق مع الرسم، مع جمع الحجر من المكان الذي تمّ إسقاطه فيه. في أي حال من الأحوال لا يخطو اللاعب على الخطوط.
ألعاب المطّاط
تستخدم هذه اللعبة حلقة طويلة (عدة أمتار) من المطّاط ومرنًة جدّا، والتي تُستخدم عادة في مصانع إنتاج الملابس. تحتاج اللعبة إلى ثلاثة مشاركين على الأقل. يقف اثنان من المشاركين، على الأقل، بأرجلهما ويُستخدمان كعمودين، بحيث يمسكان الحلقة المطاطية الممتدّة بينهما. يقفز المشارك النشط على المطّاط وفقا لنمط محدّد مسبقًا، حتى يخطئ بالقفز، وينتقل الدور للمشارك التالي. عندما يأتي دور المشارك الذي أخطأ، يستمر من نفس النقطة، أي إنّه يقف أمام نفس التحدّي الذي وقف أمامه من قبل.
الأحصنة الخشبية
أي طفل في سنّ 1-5 لم يشتروا له حصانًا خشبيّا؟ كانت تلك لعبة طفولية والتي كان واجبا شراؤها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، وكانت تقريبا موجودة في كل بيت في إسرائيل.