قال رئيس البرلمان السوري محمد اللحام يوم الأربعاء إن الرئيس بشار الأسد حقق فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة التي أجريت وسط حرب أهلية مستعرة ووصفها معارضوه بأنها مسرحية.
وقال اللحام إن الأسد حصل على 88.7 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي اقتصر إجراؤها على الأجزاء الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من سوريا.
وقال اللحام في كلمة نقلها التلفزيون من مكتبه بمجلس الشعب السوري “أعلن فوز الدكتور بشار حافظ الأسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية لولاية دستورية جديدة بحصوله على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات.”
وحتى قبل أن يلقي كلمته حدث إطلاق نار وألعاب نارية في جو احتفالي في دمشق توقعا لنبأ فوز الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قتلوا في العاصمة وأصيب عشرة بجراح من جراء إطلاق النار.
وبعد مرور قرابة ساعة على الإعلان كان صوت إطلاق كثيف للنيران ما زال يسمع على الرغم من النداء الذي وجهه الأسد المنتصر قائلا إن “الفرح والحماس” لا يبرران الخطر الذي يسببه اطلاق النار بغرض الاحتفال.
وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لحشود تهتف وترقص في دمشق والقامشلي في الشمال الشرقي الكردي للبلاد ومدينة السويداء الدرزية في الجنوب ومدينة حلب في الشمال.
وكانت المحكمة الدستورية السورية قد ذكرت في وقت سابق أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي أجريت في الداخل يوم الثلاثاء إضافة إلى أصوات العاملين واللاجئين في الخارج بلغت 73 في المئة.
وسخر خصوم الأسد من الانتخابات قائلين إن المرشحين الآخرين غير معروفين نسبيا ولم يمثلا بديلا حقيقيا عن الأسد. وحصل الوزير السابق حسان النوري على 4.3 في المئة من الأصوات في حين حصل النائب ماهر حجار على 3.2 في المئة وهي نسبة أقل من نسبة الأصوات الباطلة.
وقال المعارضون أيضا إنه يتعذر إجراء انتخابات ذات مصداقية وسط صراع أودى بحياة 160 ألفا وشرد ملايين وترك أجزاء من شمال وشرق سوريا خارج نطاق سيطرة الأسد.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان “هذه الانتخابات غير مشروعة وتقوض الجهود السياسية لإيجاد تسوية لهذا الصراع المروع.”
أما الولايات المتحدة التي قالت مرارا إن الأسد فقد شرعيته عندما رد بالقوة على الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع منذ أكثر من ثلاث سنوات فرأت أن الانتخابات لم تغير شيئا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة قصيرة إلى لبنان إن الانتخابات السورية “بلا معنى لأنه لا يمكن إجراء انتخابات في حين أن الملايين من أبناء الشعب ليست لديهم القدرة حتى على التصويت وليست لديهم القدرة على التشكيك في نتيجة الانتخابات وليس لديه خيار.”
ووصف ائتلاف من المقاتلين الإسلاميين الانتخابات بأنها “انتخابات الدم” وقالوا إنه لا شرعية لها.
ووصف المسؤولون السوريون فوز الأسد الذي كان متوقعا بأنه شهادة تبرئة لحملته على مقاتلي المعارضة وبأنه معلم على طريق الديمقراطية. وهذه هي المرة الأولى منذ نصف قرن التي تجري فيها انتخابات تنافسية في سوريا.
وتظهر الأرقام الرسمية أيضا أن كثيرا من افراد طائفة الأغلبية من السنة خرجوا للتصويت لصالح الأسد إما بدافع الملل من الصراع أو خوفا من المعاقبة إذا لم يصوتوا.
وكان الانتخابات الرئاسية السابقة استفتاءات على الموافقة على تعيين بشار وأبيه حافظ الأسد الذي حكم سوريا طيلة 30 عاما إلى أن توفي عام 2000. ولم يحدث أن فاز حافظ الأسد بنسبة تقل عن 99 في المئة في حين حصل ابنه على 97 في المئة عام 2007.