هجوم حاد غير متوقع على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من قبل الشخص الذي كان في أحد المواقع الحساسة والمهمة في إسرائيل في السنوات الماضية.
خصص مئير داغان، الذين كان بين عامي 2002-2011 رئيس الموساد، منظمة الاستخبارات الإسرائيلية الرفيعة، مقابلة خاصة لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، هاجم فيها نتنياهو بحدة، وخاصة بسبب تعامله مع ملف إيران النووي، وسفره المرتقب الأسبوع القادم لواشنطن، حيث سيُلقي فيها خطابا أمام الكونغرس الأمريكي، رغم عدم رغبة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.
“مَن جلب الضرر الاستراتيجي الأكبر لدولة إسرائيل بخصوص الشأن النووي الإيرانيّ هو نتنياهو بنفسه”، قال داغان جازما بذلك. يعتقد داغان أن نتنياهو لا يفكر بالهدف الأكبر ولا يعمل بشكل واقعي. “لن يحقق خطابه الغاية المرجوّة، ولا أنجح في فهم ما يريد أن يحققه من وراء هذا الخطاب. ما هي غايته؟ الحصول على تصفيق الجمهور؟ لقد كُتب على هذه الزيارة الفشل سلَفا”.
قال داغان إنه حين يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلي مجابهة الحكومة الأمريكية بهذه الحدة، عليه أن يأخذ بالحسبان المخاطر المنضوية تحت ذلك. “نحن نتلقى الكثير من الأمريكيين ويمكن أن نتضرر من هذا الخطاب، يمكن لإسرائيل أن تصل لوضع تجد فيه نفسها في حال من المقاطعة الدولية. يقف الإيرانيون أمام هذا العرض محتفلين، شاعرين بأنهم قد نجحوا في خلق نزاع بين الشيطان الأصغر والشيطان الأكبر”.
لقد تطرق داغان أيضا إلى التنازل الإسرائيلي عن إمكانية مهاجمة إيران (الخيار العسكري)، كما هاجمت إسرائيل المفاعل النووي في العراق 1981، وكما هاجمت إسرائيل، حسب تقارير أجنبية، المفاعل النووي السوري سنة 2007 (عندما شغل داغان منصب رئيس الموساد):
“تعارض كل الجهات المهنية ذلك، ولا يريد نتنياهو أن يتخذ قرارا أمام كل رؤساء المنظومة لأن كل المسؤولية ستقع على كاهله. لم أره يوما يتحمل مسؤولية أي شيء. إنه قوي الأقوال لا الأفعال”.
في الختام، تطرق داغان إلى حرب غزة في الصيف الماضي (حملة “الجرف الصامد”)، مدعيًّا أن إسرائيل لم تحقق فيها شيئا: “كل ما حققناه هو إحراز وقف إطلاق النار، الذي سيُلغى عندما تُقرر حماس انتهاكه. لقد أدار نتنياهو الأمور إدارة غير سليمة، وكل ما يعنيه هو التصوّر على خلفية الخرائط. لم يكن أي تفكير حول الغاية المرغوب تحقيقها في هذه الحملة.