وقع يومَ الأحد الأخير في ساعة متأخرة، أمام جمهور أغلبه من الشباب، حدث سياسي غير تقليدي في تل أبيب، حيث دعا المرشح لانتخابات الكنيست من قبل “البيت اليهودي” المستوطنات في الضفة الغربية في السابق، داني ديان، أشرفَ العجرمي، وزير شؤون الفلسطينيين السابق في السلطة الفلسطينية، إلى مناظرة سياسية حول القضية الفلسطينية.
وكاد الوضع ينفجر حين أدرك العجرمي أنه دعي إلى مناسبة تشكل جزءا من حملة سياسية لحزب “البيت اليهودي”، لكنه بقي في نهاية المطاف. وأوضح العجرمي لمراسلة موقع “المصدر”، طال شنايدر، أنه لم يكن يعرف أن الحديث يدور عن حدث انتخابي. فقد ظن أنه حضر إلى اجتماع بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ وقف مقابله طاقم داني ديان مع كاميرات، أضواء، هواتف ذكية بل خططوا للتسجيل والرفع على الفيس بوك.
وأدرك العجرمي في اللحظة الأخيرة نية مقيمي المناسبة، وأبلغ أن الأمر لا يلائمه إن كان كذلك وشرع يريد الخروج من الحانة نحو الباب، حين حاول القائمون على حملة ديان إصلاح الوضع ووعدوه بألا يستخدموا المناظرة لأهداف انتخابية، بما في ذلك تسجيلات الفيديو.
يجدر بالذكر أن العجرمي، وهذا ما أوضحه لمراسلتنا، يحضر لكل مكان في إسرائيل يريدون فيه سماعه. إنه يُكثر من المقابلات في الإذاعة، فقد حضر مؤتمرا في بار إيلان مؤخرا كي يعرض وجهة نظر الجانب الفلسطيني. إذن عمّ تحدث كلاهما في اللقاء الذي تم في نهاية الأمر؟
حاول ديان من جانبه أن يجذب الحديث إلى ما يريحه. طبعا إنه يعارض قيام دولة فلسطينية، ويظهر حقيقة أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وعندما سُئل عما إذا كان سيوافق على منح العجرمي حقوقا كاملة، ومنها التصويت للكنيست، جواز سفر وحرية تنقل كاملة، تملص ديان من الإجابة وفضل تعداد كل الفرص التي أضاعها الفلسطينيون على مدى السنوات السابقة “لقد عارض الفلسطينيون كل فرصة سنحت لتوقيع معاهدة سلام. بدلا من التوقيع سنة 1967 أنشأوا حركة فتح. سنة 2000 عرضت إسرائيل عليهم ورفضوا. والآن يبكون على الاحتلال إذن؟ هذه دموع التماسيح” هذا ما أجابه.
لقد اعترف العجرمي بالأخطاء: “يصح القول إننا أخطأنا أخطاء تاريخية صعبة أننا لم نوافق ولم نحصل. لكن من يعود على نفس أخطائنا الآن هو أنتم لأنكم لا تقبلون الاقتراحات المعروضة على الطاولة. كل العالم يمضي ضدكم وأنتم تعودون على نفس خطأنا”.
لكن الجزء الأكثر إثارة في المساء جرى عندما سُئل العجرمي عن حكم حماس لغزة. أمام جمهور يميني، لم يعتد ربما على سماع أطياف متنوعة من الجمهور الفلسطيني، فأجاب إنه كان يود أن يرى حماس خارج الحكم. “الواقع القائل إن حماس ما زالت تسيطر على غزة هو قرار إسرائيلي. حكومتكم تريدها هناك. لا أريد أن تحكم حماس غزة. لكن من يُبقي حماس في غزة حتى بعد عملية “الجرف الصامد” هي حكومة إسرائيل. وحتى إن عدنا للانسحاب: لا نريد أن يكون هذا من جانب واحد. أردنا أن يكون ذلك بالتنسيق معنا. لم يتح شارون لذلك أن يحدث”.