أعلن النائب، يعقوب بيري، من حزب “هناك مستقبل” عن استقالته من الكنيست، بعد أن كشف تحقيق الشرطة أنه خلافا لأقواله في الماضي، لم يخدم في الجيش أبدا. شغل بيري سابقا منصب رئيسَ الشاباك بعد أن خدم سنوات كثيرة فيه. أمس (الأربعاء)، أعلن عن استقالته من الكنيست الإسرائيلي، قبل بضع ساعات من بث برنامج التحقيقات التلفزيوني الإسرائيلي.
في التحقيق في إطار برنامج التحقيقات التلفزيوني “عوفاده”، فُحص المنصب الذي شغله بيري في الجيش والمدة الزمنية. فحص البرنامج ثلاثة تصريحات متناقضة أعرب عنها بيري حول خدمته العسكرية طيلة سنوات، ونجح البرنامج في دحض جميعها. في الواقع، حصل يعقوب بيري على إعفاء من الخدمة العسكرية بسبب مشكلة طبية وتم تعريفه “غير مؤهل بشكل ثابت” للخدمة العسكرية وفق مستندات الجيش التي كُشفت. وفق هذه المستندات، لم يخدم بيري في الجيش إطلاقًا.
ولكن ادعى بيري خلاف ذلك طيلة سنوات. ففي سيرته الذاتية التي نشرها عام 1999، كتب أنه أنهى خدمته العسكرية لأسباب صحية، ولكن بفضل تدخل رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، سُمح له أن يخدم في وحدة المظليين. كتب بيري في سيرته الذاتية: “أثناء التدريبات، كسرت قدمي بعد فترة قصيرة من التحاقي بالجيش… قال لي الأطبّاء إنني لست قادرا بعد على الخدمة في وحدة المظليين… لهذا أنهيت خدمتي العسكرية”. في مقابله معه نُشرت في عام 2014، قال بيري: “انضممت إلى وحدة المظليين. خدمت في وظائف قيادية في جزء من الخدمة العسكرية ولكن خدمت في وظائف عملياتية غالبا. كسرت قدمي قبيل نهاية خدمتي العسكرية. لهذا سُرحت في وقت باكر من الجيش”. ولكن ادعى في مقابلة أخرى أنه حارب في معارك هضبة الجولان في حرب أكتوبر.
وفق التحقيقات، تبين أن بيري تعلم في الجامعة العبرية في القدس للقب التاريخ وعلوم الشرق الأوسط، منذ سن 18 حتى 21 عاما، في حين خدم أبناء جيله في الجيش. بعد حصوله على اللقب، عمل في الشاباك لأكثر من 30 عاما، وأصبح في النهاية رئيسا لهذا الجهاز.
أحد شروط الحد الأدنى للانضمام إلى جهاز الأمني الإسرائيلي هو الخدمة العسكرية الكاملة. لهذا من المثير للدهشة أن بيري نجح في الالتحاق بالشاباك دون أن يخدم في الجيش إطلاقا. هناك معلومات أخرى أدت إلى انتقادات جماهيرية وهي أن بيري شغل منصب لجنة الكنيست المعروفة بـ “لجنة دفع المساواة في تحمل العبء قدما” لدفع تجنيد اليهود الحاريديين في الجيش الإسرائيلي.