يحيموفيتش، التي تشغل منصب رئيسة الحزب منذ سنتين، تتعرض لانتقادات شديدة اللهجة من معارضيها داخل الحزب بسبب ما يسمّونه، حملة فاشلة. والسبب الأساسي في الفشل، الذي منح حزب العمل 15 مقعدًا فقط في الكنيست الحالية، هو تجاهل يحيموفيتش، تجاهلا استراتيجيا ومقصودا، المواضيع السياسية وحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لم يكن التجاهل مجرد رسالة حملة انتخابية، طيلة الفترة التي شغلت فيها منصب رئيسة الحزب، وحتى بعد الانتخابات.
صحيح أنه قد مرت عشرة أشهر منذ الانتخابات، والائتلاف يحظى بانتقادات سياسية صباحًا مساءً، وخاصة في المجالات الاقتصادية، إلا أنهم في حزب العمل لم ينجحوا في الماضي، ولا ينجحون في الحاضر أيضا، في ترجمة إحباط الشارع الإسرائيلي إلى دعم سياسي. لم يتحسن وضع يحيموفيتش في استطلاعات الرأي وعلى الرغم من أنهم يعزون لها نجاحًا كرئيسة المعارضة، لا يُنظر إليها كناجحة لقيادة الدولة ولذلك فهي لا تشكّل بديلا لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
وقف أمس من على منصة حملة يحيموفيتش أحد داعميها ووزير سابق من قبل الحزب – ميخا حريش – وقال بصراحة: لقد مُنيت بهزيمة في الانتخابات، لأنها لم تتعامل مع الموضوع السياسي. وقد روى كيف كتب إليها عن الموضوع وتحدث معها غداة الانتخابات وكيف وافقته يحيموفيتش الرأي مدعية أنها تعلمت الدرس. وادعى حريش قائلا أنها اليوم تنجز تصحيحًا وأن معالجتها للموضوع مقبولة وصحيحة. وهو يدعي أن شبكة الأمان التي تقترحها على رئيس الحكومة في حال وجود اتفاقية سياسية هي كافية. “يجب على رئيسة الحزب أن تحضّر الحزب لجلوس متواصل في المعارضة، لكي ينضج الحزب ويشكل بديلا استعدادا للانتخابات القادمة”. صحيح أن حريش لم يقل ذلك بصراحة، إلا أنه يمكننا أن نفهم من أقواله أنه يتوقع مِن مَن سيتم انتخابه رئيسًا للحزب سوف يشغل منصب رئيس المعارضة حتى قبل جولة الانتخابات القادمة، وعندها ربما سيتم انتخاب رئيس جديد يكون قادرًا على دفع الحزب إلى الزعامة أيضا.
وكما ذكرنا، ثمة شك ما إذا كان الجمهور الواسع يعتقد أن يحيموفيتش ملائمة اليوم للقيادة. صحيح أنه في الاستطلاع الذي نشرته قناة الكنيست قبل بضعة أيام، حاز حزب العمل على 17 مقعدًا، مقعدان أكثر مما يوجد لديه اليوم. إلا أن حزب ميرتس بالذات، الذي لم يتخلّ ذات يوم عن التعامل مع العملية السلمية، يرتفع عدد مقاعده بشكل مفاجئ إلى 12 مقعدًا. إن عدد المقاعد الذي يحظى به حزب ميرتس، بين استطلاع وآخر منذ شهر تموز الأخير، لا يقل عن تسعة مقاعد، وهذا يفاجئ حتى زعماء ميرتس أنفسهم.
يعتقد معارضو يحيموفيتش في حزب العمل، أعضاء الكنيست يتسحاق (بوجي) هرتسوغ، إيتان كابل، أريئيل مرجليت واثنان آخران لم يعلنا حتى الآن عن معارضتهما لها: بنيامين بن إليعيزر وميراف ميخائيلي – أن عليها أن تدفع ثمن تزعّم الحملة الفاشلة التي أدارتها، لوحدها تقريبًا، في الشتاء الماضي.
الافتراض السائد هو أن هرتسوغ سوف يصبو إلى دخول حزب العمل في الائتلاف في حال تم انتخابه. لقد أسمع أقوالا من هذا القبيل في عدة مقابلات، بعد الانتخابات مباشرة واليوم هو يعارض يحيموفيتش بصراحة ولكنه غير مستعد للوعد بأنه سيواصل الجلوس في المعارضة. يحيموفيتش، تراهن على هذا الافتراض كرسالة مركزية في حملتها. إنها تقول “صوّتوا لي وسنواصل الكفاح في المعارضة من الخارج حتى يدرك الجمهور الإسرائيلي أنه يوجد بديل اقتصادي وسياسي هام. إذا صوتم إلى جانب هرتسوغ، تقول يحيموفيتش، فإن حزب العمل سيعود إلى ما كان عليه وسيزحف إلى الحكومة التي سيتحول فيها إلى شريك من دون عمود فقري – لليمين الإسرائيلي”.
إن النزاع الداخلي في حزب العمل لا يهم الجمهور الواسع في هذه المرحلة، قبل نحو شهر ونصف من الانتخابات لرئاسة الحزب. في الانتخابات ذاتها، التي ستجرى بتاريخ 21 تشرين الثاني، يحق لمن انتسبوا إلى الحزب فقط بالتصويت وهم نحو 55 ألف شخص. قام مؤتمر حزب العمل (هيئة قوامها نحو 2000 عضو) بإجراء انتخابات حول شؤون داخلية في الحزب في مستهل شهر آب. لم يكن ذلك التصويت مهمًا، لولا أنه نصف أعضاء المؤتمر كانوا قد صوتوا ضد الرئيسة، الأمر الذي يرمز إلى أن الحزب منقسم فعلا وأن إعادة انتخاب يحيموفيتش ليس مفهومًا ضمنًا.
لقد كررت ذلك أمس يحيموفيتش وكذلك داعميها في الحزب ردّدوا” ستكون الحملة صعبة. يجب عدم أخذ الأمور وكأنها مفهومة ضمنا، ويجب على كافة النشطات التجند الآن من أجل نجاح يحيموفيتش.