عُقد أمس في تل أبيب الاجتماع العام لذكرى إسحاق رابين، رئيس الحكومة، الذي اغتيل في الرابع من تشرين الثاني عام 1995، على خلفية اتفاقيات أوسلو التي أبرمها مع الفلسطينيين. وقد جرى الحدث تحت عنوان “نتذكر الاغتيال – نناضل من أجل الديموقراطية”.
وخلافا للاجتماعات العامة السابقة، لم يكن الميدان مليئًا تمامًا أمس. بلغ عدد الجمهور نحو 35 ألف شخص (حسب تقديرات الشرطة)، ومعظمهم من تلاميذ ومرشدي الحركات الشبابية. على الرغم من قلة المشاركين النسبية في الاجتماع، بدت فيه مشاهد من سنوات سابقة. معتمرو الكيبا المطرزة مثلا، الذين لم يُشاهدوا في السنوات السابقة في الميدان أبدًا تقريبا.
بدا أيضًا أن مسيرة الوجهاء، السياسيين والشخصيات العامة الذين كانوا يشرّفون الاجتماع بحضورهم، قد اختفت أمس.
وكان ممثل الحكومة الإسرائيلية الوحيد الذي حضر هو وزير حماية البيئة، عمير بيرتس، الذي شوهد وهو يقف إلى جانب ابنة رابين، داليا رابين.
وقد حضر الحدث عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل، وقال: “الجمهور الموجود هنا هذا المساء هو جمهور من نوع جديد. جيل لم يكن هناك (في وقت اغتيال رابين)، ولكنه أراد أن يعرف”.

يجدر الذكر أنه قد نُشر مؤخرًا استطلاع للرأي أظهر أن معظم الشباب في إسرائيل لا يعرفون ما معنى التاريخ 04.11.1995، لا يعرفون أن رئيس حكومة في إسرائيل قد اغتيل بسبب آراء سياسية، ولا يعرفون الكثير عن اتفاقيات أوسلو.
وقد ألقى حفيد رئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين، يوناتان بن أرتسي، خطابًا أمس في الاجتماع وتوجه إلى رئيس الحكومة الحالي نتنياهو وقال: “سيدي رئيس الحكومة، لن أتحدث معك عما حدث في تلك الليلة. أنت أيضًا تعلمت وذوّتّ العبر من الحوار السياسي. لقُد اغتيل جدي مقابل السلام وأنت مدين لنا جميعًا بالسلام”.
“أمامك فرصة فريدة من نوعها لاستغلال الوضع الدولي الراهن من أجل السلام. هذا الأمر لن يكون سهلا ولن يحظى بالشعبية – هذا هو وقتك لإقفال دائرة ولإحلال السلام من أجلنا”، قال حفيد رابين.
وأضاف “سوف نتذكر القاتل المجرم الذي ألحق الأذى بالديموقراطية” وقال أيضًا أن من ينفذون عمليات “تاغ محير” (دفع الثمن) يلحقون الأذى بالديموقراطية باستخدام العنف.