الأقلية الدرزية في إسرائيل تجدّد نضالها من أجل تصحيح “قانون القومية” الذي يقصيها من الهوية الإسرائيلية: أعلن قادة النضال ضد “قانون القومية” من الأٌقلية الدرزية في إسرائيل، أمس الأحد، أن الاحتجاجات التي أطلقت العام الفائت ضد القانون الذي خلق هوّة بينهم وبين المؤسسة الإسرائيلية ستتواصل قريبا، بهدف الضغط على ساسة إسرائيل في خضم الحملات الانتخابية.
ويخطط قادة الاحتجاجات إطلاق مسيرات أسبوعية نحو بيوت زعماء الأحزاب الإسرائيلية ومطالبتهم بقطع وعد مفاده تعديل “قانون القومية” مقابل الحصول على دعم الدروز في الانتخابات القريبة. وستنطلق المسيرات من متحف “ياد لبانيم” لذكرى شهداء الدروز الذي قضوا في الجيش الإسرائيلي، المُقام في قرية دالية الكرمل، حيث اجتمع أمس قادة النضال وشخصيات سياسية واجتماعية درزية مرموقة، واتفقوا على مواصلة الاحتجاجات.
يذكر أن أوج الاحتجاجات التي أطلقتها شخصيات سياسية وأمنية معروفة من الطائفة الدرزية، واستقطب معظم أبناء الطائفة، وشرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي الذي تضمان مع مطالب الدروز- كان الأوج إجراء مظاهرة كبرى في تل أبيب في شهر أغسطس/ آب العام الفائت. وبعد هذه المظاهرة فقد النضال زخمه جرّاء أحداث سياسية وأمنية احتلت أولويات المنظومة السياسية والصحافة الإسرائيلية.
وقال ضباط دروز كبار تبوأوا مناصب عالية في الجيش الإسرائيلي، حضروا أمس اللقاء في متحف “ياد لبانيم”، أنهم قدموا لكي يطلبوا السماح من الشهداء لأنهم لم يقدروا حتى اليوم على تعديل القانون، عاقدين العزم على مواصلة النضال تحت شعار “نؤدي خدمة كاملة في الجيش الإسرائيلي لكن حقوقنا باتت ناقصة”.
ويطالب هؤلاء تصحيح القانون الذي ينص على تكريس يهودية دولة إسرائيل على حساب مبادئ أخرى ذُكرت في “وثيقة الاستقلال” منذ عام 1948، أبرزها الديموقراطية والمساواة. ويشدد الزعماء الدروز في إسرائيل على الحقيقة أن الطائفة الدرزية طائفة معروفة بولائها لدولة إسرائيل، والدليل القاطع على ذلك هو التحاق شبابها في صوف الجيش الإسرائيلي، راجين أن يقابل ولاؤهم بتحقيق المساواة التامة في إسرائيل ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي من دون تمييز.
وقال الضابط الدرزي الأبرز في قيادة النضال، العميد (احتياط) أمل أسعد، إن “الدروز يلتحقون بالجيش ويخدمون خدمة كاملة، فجاء قانون القومية ليجعلهم نصف مواطنين. فهم الآن يؤدون واجباتهم ولا يحصلون على حقوق كاملة”. وأوضح “إننا نريد أن نشعر أننا جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. يجب أن يُعدل القانون ويكون بروح وثيقة الاستقلال المقبولة على أغلبية الشعب الإسرائيلي، فهي تشمل قيم الديموقراطية والمساواة للجميع”.
وأضاف أسعد أنه يشعر بخيبة أمل من نتائج النضال حتى الآن: “احتشد في تل أبيب في ميدان رابين نحو 150 ألف متظاهر ومتظاهرة، لكن هذا لم يحرك ساكنا لدى صانعي القرار رغم أنا لسياسيين الذي التقينا معهم تضامنوا معنا في الجلسات المغلقة وقالوا لنا إن مطالبنا عادلة”.
“لا توجد عندنا دولة أخرى مثلما لليهود لا توجد دولة أخرى. لا نسمح بدفعنا خارج القانون ولا خارج بيتنا” قال أسعد.