إن كُنا نُريد الحُكم من خلال العناوين المنشورة هذا الصباح، فقد كان يوم أمس، 13.1.2016 يوم هزيمة الولايات المُتحدة أمام إيران. فقد أسر الحرس الجمهوري الإيراني البحارة الأمريكيين الذين دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية، والذين تم تصويرهم وهم يستسلمون ويجثون على رُكبهم بينما كانت أيديهم فوق رؤوسهم، واضطروا إلى أن يشكروا الإيرانيين على “الضيافة” قبل إطلاق سراحهم. حتى أن وزير الخارجية الأمريكي شكر الإيرانيين على تعاملهم مع الموضوع.
ولكن كان الوضع، في الحقيقة، أكثر تعقيدًا. وهذا الأسبوع تحديدا والذي بدا فيه وكأن إيران أهانت الولايات المتحدة ثانية، بدأت إيران بتنفيذ أحد التزاماتها الأساسية في اتفاقية النووي التي وقعتها مع الدول الغربية، وفككت المُفاعل النووي في آراك. فهذه الخطوة تُعرقلها في طريقها لإنتاج قنبلة نووية، بما يتوافق مع الاتفاقية.
زيادة على ذلك، نُشرت صور الجنود الأمريكيين الخانعين بعد أسبوع عاصف من العلاقة المتوترة بين إيران ودول الخليج العربي، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها.
وكتب المُحلل السياسي الإسرائيلي للشؤون الإيرانية، راز تسيمت، في صفحته على الفيس بوك: “قبل التحدث عن الفوز الإيراني، حيث أن صور الجنود الأمريكيين المُستسلمين هي الشيء الوحيد الذي يُمكن للإيرانيين التباهي به حاليًا، فالحقيقة أن وضعهم لا يبدو جيدًا تمامًا”. ووفقًا لكلامه، فهذه الصورة ليست إلا مُحاولة لتضليل الرأي العام وإلهائه عن المشاكل الماثلة أمام النظام الإيراني ومنها تطبيق الاتفاق النووي، الأزمة الدبلوماسية أمام السعودية، أسعار النفط المُتهاوية والتهالك المُستمر لقوات نظام الأسد في سوريا.
أيا كان، ابتلعت وسائل الإعلام الإسرائيلية الطُعم الإيراني واختارت عرض صور جُند البحرية الأمريكيين مُهانون على خلفية خطاب “وضع الأُمة” الأخير للرئيس أوباما.