هل تضرّ المخدّرات بالإنجازات التعليمية؟ أظهرت دراسة حديثة أجريت في كندا احتمال أن يكون العكس صحيحًا. كشفت الدراسة التي نشرت في عدد شهر آذار لمجلّة Journal of School Health والتي تعقّبت مراهقين قاموا بتدخين النبتة الأكثر شعبية على مدى أكثر من 30 عامًا، أنّ الطلاب الذين يدخّنون الماريجوانا أكثر نجاحًا من زملائهم مدخّني السجائر العادية.
حلّلت الدراسة بيانات تمّ جمعها منذ عام 1981 حتى عام 2011، وشملت نحو 39 ألف طالب كندي. وتُظهر الدراسة أنّ الطلاب الذين دخّنوا الماريجوانا فقط تمتّعوا بإنجازات تعليمية عالية أكثر من الطلاب الذين دخّنوا السجائر فقط، ومن الطلاب الذين دخّنوا السجائر والماريجوانا سويّة. ومع ذلك، كانت إنجازات الطلاب الذين لم يدخّنوا إطلاقًا هي الأعلى.
ويتبيّن من الدراسة أيضًا أنّ نحو 92% من مدخّني السجائر يدخّنون الماريجوانا أيضًا، ولكن فقط 25% من مدخّني الماريجوانا يدخّنون التبغ أيضًا. تعكس النتائج حقيقة أنّ عدد مدخّني السجائر أصغر الآن مقارنة بعدد المدخّنين قبل 30 عامًا.
ويبدو أنّ أولئك الذين يدخّنون السجائر فقط يأتون من خلفية اجتماعية أضعف، وبذلك فإنّ إنجازاتهم التعليمية أقلّ من الذين يدخّنون الماريجوانا فحسب.
ووفقًا لمعدّ الدراسة، البروفسور مايكل تشيتون، تدلّ الدراسة على الخصائص الاجتماعية لمدخّني الماريجوانا أكثر من تأثير المخدّرات. قال تشيتون: “لا يمكن أن نقرّر بشكل قاطع بأنّ مدخّني الماريجوانا أكثر نجاحًا، وإنما قد تغيّرت الأعراف الاجتماعية، وشريحة السكان التي تستهلك الماريجوانا أكثر شبهًا بعامة السكّان”.
في سنوات الثمانينات، حين ابتدأت الدراسة، كان استخدام الماريجوانا بين الطلاب أقلّ. وعلاوة على ذلك، فإنّ أولئك الذين دخّنوا الماريجوانا دخّنوا التبغ أيضًا بشكل عام. أيضًا، في تلك الفترة كانت نسبة مدخّني الماريجوانا بالنسبة لمدخّني التبغ أقلّ بكثير. بعد 30 عامًا من ذلك انقلب الحال: نسبة مدخّني السجائر بالمقارنة مع مدخّني المخدّرات تعتبر أقلّ.
ووفقًا لمعدّي الدراسة، تظهر النتائج أنّ تدخين المخدّرات أصبح عرفًا في المجتمع الغربي، ولذلك يجب استثمار موارد أكبر لمواجهة هذه الظاهرة الشائعة.