هل ظننتم أن الأولاد أكثر قوة في دراسة الرياضيات والعلوم؟ دراسة إسرائيلية جديدة، أجرتها وزارة التربية، تكشف أن لا أفضلية بيولوجية فطريّة في الرياضيات لصالح الأولاد.
وُجد من نتائج البحث الذي أُجري على آلاف طلاب الصفوف الخامسة، الثامنة، والعاشرة أنّ أفضلية كبيرة وُجدت في الصف الخامس لصالح الأولاد، فيما يتقلص الفارق بشكل ملحوظ في الصف الثامن، ويعود ليكبر في الصف العاشر.
وكان البحث أُجري على السكّان اليهود والعرب في إسرائيل على حدّ سواء، وكشف عن فجوات متغيّرة ومثيرة للاهتمام. فقد وُجد مثلًا من امتحانات الرياضيات التي أُجريت في الصف الخامس لدى الطلاب اليهود أنّ الفارق كان 19 نقطة لصالح البنين. لكن بين الطلّاب العرب كان الفارق 7 نقاط لصالح البنات، ما يثبت بُطل الادّعاء أنّ الأولاد “رياضيّون أكثر”.
ووجدت الدراسة أيضًا أنّ الفجوة بين الطلاب اليهود في الصف العاشر تناهز 16 نقطة لصالح الذكور، فيما تبلغ 13 نقطة لصالح الإناث بين الطلّاب العرب.
ويؤكّد معدّو الدراسة بحزم أنّ نتائجها تنضمّ إلى دراسات أخرى أجريت في العالم، وجدت أنّ الفارق بين الذكور والإناث في دراسة الرياضيات ليس بيولوجيَّا، وأنه يتأثر بعوامل اجتماعية، ثقافية، وتربوية خارجية. وفي دول كالنروج، روسيا، وإنجلترا، ليست هناك فجوات واضحة، ما يثبت بطل الأسطورة الشائعة أنّ الأولاد “علميّون أكثر”.
ويتحدث الباحثون في وزارة التربية أنّه بين الفئات المستضعَفة تحديدًا، مثل الجمهور العربي في دولة إسرائيل، النزعة مختلفة كليًّا: فثمة فرق واضح لصالح البنات، سواءٌ في الرياضيات، أو في دراسات اللغات. ويصحّ الأمر في دول عربيّة أخرى مثل قطر، الأردن، والبحرين.
والاستنتاج الأهم للدراسة هو استمرارية عدم الثبات في الفجوات لصالح الأولاد أو البنات في امتحانات الرياضيات، ما يجعل العديد من الباحثين يرفضون الادّعاء أنّ الأولاد “أكثر منطقيّة” من البنات.
وأشارت هيئات بحث عديدة في العالم إلى ميل عالميّ، حيث يشجّع المعلمون الأولاد على هذا النوع من الدراسات أكثر من البنات، على فرض أنهم قادرون أكثر بسبب قدراتهم البيولوجية.