نريد جميعًا أن نكون سعداء ونبحث عن السعادة في كل لحظة في حياتنا تقريبًا، ورغم الجهود التي نبذلها ما زال الاكتئاب مرض العقد. هل يمكننا أن نؤثر في سعادتنا أم إن كل شيء مُحدَّد مسبقًا وينتقل بالوراثة؟
هنالك من يدعم الاعتقاد أن السعادة تتألف من سلسلة وراثية أو تأثيرات كيميائية، ولا يمكننا في الحقيقة أن نفعل الكثير لنصبح سعداء. ولكنّ علماء النفس ومهنيين كثيرين يقولون إنه يمكننا أن نؤثر على مزاجنا بإرادتنا، وإنّ السعادة تتكوّن من بعض القرارات الواعية.
وجدت الأبحاث التي أجريت في الآونة الأخيرة أن الإنسان يستطيع تحسين مزاجه بواسطة القيام بنشاطات جسمانية، الحفاظ على تغذية سليمة، التخلص من الأفكار السلبية، التخلص من الشعور بالغضب، وتعزيز الأحاسيس الإيجابية مثل التعاطف وتقديم الشكر.
مارسوا النشاطات الجسدية. قد يشتمل النشاط الجسدي على المشي، الركض، ركوب الدراجات الهوائية، الصيد، أو حتى العمل في بيئة خضراء. يوضح العلماء أنّ من شأن النشاط الجسماني في الطبيعة أن يزيد من الشعور بالرفاهية الشخصية.
كونوا متفائلين. يشير الكثير من الأبحاث، التي جرت في السنوات الأخيرة، إلى أن التفاؤل يؤثر إيجابًا في صحة الفرد النفسية والجسمانية، ومن ثم في سعادته. تظهر الحقائق أن التفاؤل يساهم في إفراز الإندروفينات، التي تساهم في الشعور الجيد. أحد الافتراضات أن الأشخاص المتفائلين ذوي التوجه الإيجابي، ينتجون هرمونات أقلّ تؤدي إلى الإحساس بالضغط، وبالمقابل ينتجون مواد تحسن الصحة الجسمانية والنفسية. ننصحكم في هذا السياق بتقليل ساعات مشاهدة أو قراءة محتويات سلبية في وسائل الإعلام أو الأفلام حول الأمور غير الجيّدة في عالَمنا الرائع.
شددوا على تغذية صحيحة. يشير الكثير من الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون طعامًا سليمًا ومتزنًا معرّضون أقل للإصابة بالاكتئاب. على سبيل المثال، تبين نتائج من جامعة نافارا في إسبانيا، أن الأشخاص الذين التزموا بتناول تغذية شرق أوسطية تقليدية غينة بالخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب، البقوليات، الجوز، زيت الزيتون، الأجبان، الألبان، الدجاج، والبيض وأحيانًا تناولوا النبيذ بشكل معتدل، كانوا معرضين بنسبة 30% أقل للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا هذا النوع من الأغذية.
إذا كنتم قراء من الشرق الأوسط، فأنتم محظوظون لأن الباحثين يوضحون أن التغذية الشرق أوسطية غنيّة بالكربوهيدرات المركّبة والألياف الغذائية التي تحافظ على مستوى متّزن للسكر في الدم وعلى موازنة السرتونين.
نقدم لكم نصيحة أخرى وهي الإكثار من شرب الماء، أي شرب ما يعادل 10 حتى 12 كأسًا من الماء. فهذه وسيلة رائعة للشعور بالسكون الداخلي.
اجلسوا جلسات التأمُّل. صدقوا أو لا تصدقوا. يحسن التدريب المنهجي للتأمل على أنواعه من الشعور، ويخفف من الأحاسيس المرضية المختلفة، ويؤثر على الدماغ، المعروف بأنه عضو يحتوي على مسارات خلايا عصبية جديدة طوال الحياة. تظهر القدرة التكنولوجيا على مسح الدماغ بدقة في أيامنا هذه، أن مراكز الدماغ لدى الرهبان البوذيين مطورة بشكل خاصّ، رغم ذلك، فإن المراكز المسؤولة عن الغضب لديهم أقل تطورا.
يمكن القيام أيضًا باليوغا، وهي وسيلة تتيح لكم الاتصال بالعالم الداخلي والتعرّف على جهاز التنفس لديكم.
الرقص، إذا كنتم تشعرون أنكم بعيدين عن طرق الشرق الأقصى إذن يمكنكم الرقص. اسمحوا لنفسكم أن تكونوا أقل جدية في الحياة.
وأخيرًا، استمعوا إلى موسيقى مهدئة… الموسيقى هامة للنفس.