التكفير هو عادة يهودية قديمة تُجرى عشية يوم الغفران. فوفقًا للتقليد، يمرّرون ديكًا فوق رأس كل يهودي ويعلنون أن الديك سيموت لكي يكون للشخص سلام وحياة جيدة. بعد ذلك، يُذبَح الديك، ويُعطى عادة للفقراء كزكاة. على مر السنين، أثار هذا التقليد جدلًا بين حاخامات من تيارات مختلفة. لكن في السنوات الأخيرة، تنضم إلى معارضي العادة جمعيات حقوق الحيوان.
وانضم إلى هؤلاء هذا العام وزير جودة البيئة عمير بيرتس، الذي دعا الجمهور، عشية يوم الغفران، إلى الامتناع عن استخدام الدجاج في عادات العيد، قائلًا: “يوم الغفران هو يوم حساب للذات، وفي هذا اليوم تحديدًا، لا مكان للتسبب بمعاناة لكل هذا القدر من الحيوانات. ثمة طرق أكثر إنسانية لإقامة عادات التكفير. وأنا أدعو الجمهور إلى التوقف عن هذا التعذيب”.
وتطرّق الوزير بيرتس في تصريحه إلى عادة افتداء الكفارة، صيغة أحدث لعادة التكفير، مفادها أنه يمكن تنفيذ عملية التكفير دون استخدام ديك، إنما عبر الصلاة وتقديم الأموال كصدقة بدلًا من الديك.
وقال الحاخام دافيد هليفي في هذا الشأن: “لمَ يجب، في هذا اليوم المقدّس تحديدًا، التعامل بوحشية مع الحيوانات دون أية حاجة وذبحها بلا رحمة، حين نقف طالبين الحياة لأنفسنا من الله الحي”.
وشدّد الوزير بيرتس في طلبه “قُبَيل العيد، يجري حفظ الحيوانات بقيود كثيفة وظروف صعبة تؤدي إلى أضرار كبيرة. بعد إجراء العادة، تُقاد حيوانات كثيرة إلى ذبح يجب أن يجري بسرعة، لذلك لا تُذبح حيوانات كثيرة كما يجب، وتُرمى جثث عديدة”. وأضاف أنّ عددًا من الحاخامات يدعم توجهه أن لا حاجة لاستخدام حيوانات من أجل التكفير، ومن بين هؤلاء الرمبان، الرمبام، والحاخام يتسحاق كدوري.
وتوجه الحاخام دوف ليبمان، عضو الكنيست عن حزب هناك مستقبل، للإعلام طالبًا الامتناع عن استخدام الدجاج في عادة التكفير، طالبًا من المؤمنين القيام بافتداء الكفارة. وأضاف ليفمان فكرة خلاقة، تعود جذورها إلى سنة “رشاي” (القرن العاشر)، وهي استخدام الورود والصدقة لتنفيذ التكفير، فكرة تبدو بعيدة بعدَ المشرق عن المغرب من المشاهد القاسية لعادة التكفير باستخدام الدجاج. “حان الوقت لفعل ما هو صائب. استخدموا القطع النقدية للصدقة. استخدموا الأزهار. توقفوا عن أن تكونوا جزءًا من هذه الوحشية”، أوجز عضو الكنيست.