حرية التعبير تتعرض للهجوم؟ بعد عام من الهجوم الإرهابي على هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” في باريس، يبدو أن تهديد الإرهاب لا يزال يضر بحرية الإبداع.
افتُتح يوم الخميس الماضي في تل أبيب معرض لذكرى المتضررين في العملية. وقد شارك في افتتاح المعرض سفير فرنسا في إسرائيل بالإضافة إلى رسامي كاريكاتير رائدين من فرنسا وإسرائيل. ولكن من بين مجموعة الرسومات الكاريكاتيرية المتنوعة المفترض ظهورها في المعرض كان قد اختفى بعضها.
ونشر رسام الكاريكاتير الإسرائيلي فلاديك سندلار في صفحته على الفيس بوك منشورا غاضبا ومخيبا للأمل حول المعرض قائلا: “أرسلتُ إلى المعرض رسمتين كاريكاتيريّتين، حيث تتعلقان بشكل أو بآخر بحقيقة أنّه في أعقاب تنفيذ العملية لا يتم بعد رسم محمد في الصحيفة. ولدهشتي الكبيرة، عندما شاركتُ في أمسية المعرض، اكتشفتُ أنّه عقب طلب خاص من السفارة الفرنسية، أزيلَت إحدى رسوماتي الكاريكاتيرية من المعرض”.
وقد ظهر النبي محمد في الكاريكاتير الذي خضع للرقابة، والذي رُسم بأسلوب مماثل لكاريكاتير “شارلي إيبدو”، على شكل “عارض أزياء عار” يرسمه رسامو الكاريكاتير الذين قُتلوا في العملية التي وقعت في الجنة.
وأضاف سندلار منتقدا: “أنا لستُ من مؤيدي هذا النوع من الاستفزازات والرسوم البارزة أبدا… ولكن تحديدا لأنّ الحديث يجري عن معرض يحيي ذكرى مرور عام على هذا الحدث الحصري في هذه الصحيفة الحصرية بعد هذه الرسوم الكاريكاتيرية الحصرية، شعرتُ أنني ملزم على تجاوز ما اعتدتُ عليه وصنع رسمة واحدة تكون فعلا بلغة وأسلوب “شارلي إيبدو”.
فيما عدا هذا الكاريكاتير الذي تمت إزالته تماما من المعرض، هناك كاريكاتير آخر خضع للرقابة. ويجري الحديث عن رسمة لرسام الكاريكاتير روعي فريدلر، ويظهر فيه رسامو الكاريكاتير الراحلون يصعدون إلى السماء مع صور محمد بأيديهم، ويقول أحدهم “أيها الأصدقاء، أعتقد أنه تم التلاعب بنا..”. لأن محمد نفسه يجلس أمامهم وهو مسؤول عن الدخول إلى الجنة. وقد تم إخفاء صورة محمد بلاصقة حمراء في الرسم الذي ظهر في المعرض.
في نهاية كلامه لخص فلاديك سندلار قائلا إنّه لمزيد أسفه فإنّ “الصحيفة الأكثر سخرية ولذعا في فرنسا قد تماشت مع استياء حيوانات بشرية عديمة أية أخلاق وضمير. يبدو أنّ المعرض الحالي أيضًا يلبي الآن المعايير التي تحددها داعش. هل أتهمُ العاملين في الصحيفة؟ إطلاقا لا، ولا ألمح إلى ذلك. لو رأيت أصدقائي يُقتلون بهذه الطريقة، ربما عملت بنفس الطريقة… سأبقى بينما ينتابني شعورا رهيبا من المرارة بأنّ أولئك الأشخاص الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي الفكاهة السوداء، قد ماتوا مجانا وكل تراث رمزي ربما أرادوا تركه خلفهم – ذهب إلى سلة المهملات أو يختبئ خلف لاصقات الرقابة الحمراء”.