موشيه عصيون عمره 84 عاما من كيبوتس نيريم بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. رغم عمره المتقدم فهو يستيقظ في الصباح باكرا، ويسافر إلى معبر إيريز (بيت حانون) عند مدخل قطاع غزة، وينقل مجانا متلقي علاج فلسطينيين من قطاع غزة إلى مستشفيات إسرائيلية لتلقي العلاج.
ولكن هناك شيئا واحدا لا تعرفه عنه العائلات الفلسطينية التي يساعدها يوميا. فقبل ثلاث سنوات، قُتِل ابنه بعد أن تعرض لقذيفة أطلِقت من قطاع غزة باتجاه كيبوتس نيريم الذي يسكن فيه.
“بعد أن قُتِل ابني، كانت أمامي إمكانيتان، أو أن أعاني من الاكتئاب أو أن أمارس حياتي كالمعتاد”، هذا ما قاله موشيه للقناة الإسرائيلية العاشرة. فمن جهته، العمل وفق مبادئ يؤمن بها، ومساعدة الأطفال المرضى، يشكلان أحد المبادئ الأساسية الهامة للعودة إلى الحياة العادية.
“كنت مستعدا للقيام بهذا العمل سابقا وحاليا أيضًا. هؤلاء الأطفال ليسوا مذنبين. أعتقد أن مساعدة الأعداء أيضا هو عمل جميل جدا. فنحن في الواقع ننقل الجرحى السوريين ونقدم لهم علاجا. فهذا عمل إنساني”، قال عصيون مضيفا: “كان ابني متطوعا من أجل كل عمل خيري، وأنا على قناعة أنه لو كان عليه تقديم المساعدة للأطفال المرضى، فكان سيستجيب مثلي”.