أوردت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بشكل واسع ذلك التقرير المثير للفضول لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والذي قرر أن اللحوم المصنّعة تتسبب بالسرطان مثل السجائر. وفقًا للأبحاث فكلما استهلك الناس كمية أكبر من اللحوم الحمراء، يزداد خطر إصابتهم بالسرطان.
ويتطرق التقرير إلى اللحوم التي مرّت بعملية تصنيع مثل التمليح والتدخين من أجل إضفاء نكهة مميّزة لها. ومن ضمن ذلك النقانق، المرتديلا واللحوم المعلّبة.
ولكن رغم هذا التقرير، فمن غير المؤكد إطلاقا أن عليكم التوقف فورا عن تناول اللحوم أو حتى الحدّ من تناولها. في الواقع، هناك في العالم اليوم حركة كاملة تدعى “حمية العصر الحجري” والتي يستند أعضاؤها في نظامهم الغذائي على اللحوم. فهم يستندون في غذائهم على التغذية التي استند إليها الإنسان القديم على مدى ملايين السنين. شعار هذه الحركة هو “إذا لم يكن الإنسان القديم قد أكل هذا، فليس من المفترض بنا أن نأكله”.
أحد خبراء التغذية بحسب العصر الحجري في إسرائيل هو إيتان بن ميور، والذي علّق في موقعه على الإنترنت على تقرير منظمة الصحة، وهدّأ مستهلكي اللحوم موضحا أن استنتاجاته تشير إلى أن تناول اللحوم المصطنعة ليس خطيرا كما يبدو فعلا. كتب بن ميون أنّ ناشري التقرير لم يجروا أي بحث ولم يستندوا في عملهم على أي بحث جديد. كل ما قاموا به هو مسح 800 دراسة قائمة وبحسبها اتخذوا قرارا بشأن كيفية تصنيف اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة من حيث الخطر الذي تشكله وعلاقتها بالسرطان.
قال بن ميور إنّ منظمة الصحة نشرت بيانا خفّفت فيه من الاستنتاجات التي ظهرت في التقرير، في أعقاب الصدى الكبير الذي أثاره. وأضاف: “وحتى في التقرير الأصلي وفي البيان الصحفي تم التأكيد على أن اللحوم هي مصدر غذائي مهم للمعادن والفيتامينات المختلفة، وليست هناك فيهما توصيات خاصة بخصوص الحدّ من أو التوقف عن تناول اللحوم”.
وأشار بن ميور قائلا: “لا جديد تحت الشمس، يمكن الاستمرار في تناول اللحوم”.