إذا تناولتم طعام الإفطار في القدس، تجدون في أكشاك المعجّنات إلى جانب الخبز العربي والكعك، اللذَين يميّزان الأسواق في البلدة القديمة، خبزًا شعبيًّا جدًّا يُدعى “المجدل”، ذا جذور مفاجئة.
هذا الخبز المضفور الشعبي في الشرق هو تعبير عن التأثير الحضاري العابر للقوميات والحدود في المطبخ. في كلّ يوم في شهر رمضان، يُباع هذا الخبز بالمئات في كلّ كشك ومخبز في المدينة.
اندلعت الانتفاضة الثانية عام 1987. حتى ذلك الوقت، زوّد مخبز أنجل، أكبر مخبز في القدس الغربية، الخبز لقسم كبير أيضًا من الحوانيت شرقيّ المدينة. وإلى جانب الخبز العادي، كان مخبز أنجل يحضّر يوم الجمعة كميات كبيرة أيضًا من الخبز الخصوصي الذي يشتريه اليهود على شرف السبت – الخبز المجدّل، ويرسله إلى القدس الشرقية أيضًا، حيث حظي بشعبية كبيرة.
أمّا مع اندلاع الانتفاضة ومهاجمة عدد من شاحنات الشركة بالحجارة، فقد توقّف تزويد المخبز الإسرائيلي بالخبز. أمّا ما لم يتوقف فهو الطلب على الخبز اليهودي. ومن أجل تلبية الطلب، بدأت المخابز العربية بخبز هذا النوع من الخبز بنفسها. مذّاك، أضحى هذا الخبز أكثر انتشارًا، لا سيّما في رمضان، حتّى يُخيَّل أحيانًا أنه جزء من التقليد الرمضاني.
ليس الخبز المضفور هو الوحيد بين المعجّنات اليهودية الذي يلاقي شعبية بين الفلسطينيين. يُدعى الخبز اليهودي الخصوصي للفصح المصّة (الخبز الفطير)، وهو خبز دقيق، جافّ، وهشّ، وحين يكون موجودًا بوفرة أثناء العيد تشتريه أيضًا عائلات فلسطينية عديدة. في عيد آخر، عيد التدشين (الحانوكاه)، يمكن الحصول على المعجنات التقليدية للعيد – الكعك المحلّى – في عدد من المخابز الفلسطينية في القدس. هذا الكعك هو عبارة عن عجين رقيق وحلو مقليّ بزيت ومحشوّ بمربّى أو بحشوات حلوة أخرى، وعليه مسحوق سكّر.
لكنّ بين المعجّنات اليهودية التي احتلت مكان شرفيًّا على المائدة الفلسطينية، يبقى المجدل (الحالاه) الأكثر بلوغًا، حتّى في مائدة الإفطار.