بشكل استثنائي، توجّه اللواء يوآف (بولي) مردخاي، منسّق نشاطات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، إلى المتابعين في صفحته على الفيس بوك، وأجرى معهم “live chat” (دردشة مباشرة)، مجيبًا ببثّ مباشر عن أسئلة كتبها له المتصفحون.
افتتح مردخاي البثّ شاكرًا المتابعين، متكلّما بالعربية العامية، بلهجة عراقيّة واضحة. تحدث اللواء عن التنسيق الأمني الناجح مع السلطة الفلسطينيّة، مُجيبًا عن أسئلة تتعلّق عمومًا بمجال تصاريح الدخول والمعابر إلى إسرائيل.
نجح البثّ إلى حدّ كبير، وحظي بأكثر من 11 ألف مشاهدة، ونحو 1000 ردّ وسؤال كُتب بشكل فوريّ. وكان قد تمّ إرسال معظم الأسئلة التي أجاب عنها مردخاي قبل بداية البث.
https://www.facebook.com/COGAT.ARABIC/videos/716040721880343/
بين أمور أخرى، حذّر مردخاي مشاهديه من مزوّرين يبيعون تصاريح دخول إلى إسرائيل أو يطلبون المال مقابل تصاريح دُخول أصلية تصدر مجّانًا. كما أوضح أنّ هناك تصاريح عمل متوفرة للرجال والنساء، داعيًا إياهم إلى التوجّه إلى المكاتب الفلسطينية وتقديم طلبات لأذون عمل. وردًّا على سؤال أحد المتصفحين حول سبب عدم إصدار تصاريح عمل لمواطني غزّة، أجاب مردخاي أنه منذ انقلاب حماس حاول البعض استغلال تصاريح الدخول لأهداف إرهابية، لذا تمّ إلغاؤها. ولكن ستجري محاولة قريبًا لإعطاء تصاريح عمل لمواطني غزّة الذين سبق لهم العمل في إسرائيل.
أمّا السؤال الأهم الذي أجاب عنه مردخاي فكان من محمد ونزار اللذَين سألا: “متى ينتهي الاحتلال؟”. شكرهما مردخاي على السؤال الهام، قائلًا : “ايد لحالها ما بتزقف”. لكنه بعد ذلك تهرّب من الإجابة المباشرة، متحدّثًا عن جودة الحياة في الأراضي الفلسطينية. وقال عن غزّة إنّ ظروف المعيشة تغيّرت مؤخرًا، ويمكن أن تتحسن أكثر، لكنّ هذا يعود إلى مواطني غزة، فإذا كان الوضع الأمني مرتاحًا، يكون أسهل. وحول الضفة الغربية، قال مردخاي إنّ الوضع الاقتصادي والمدني هو نتيجة سلوك السلطة الفلسطينيّة، وإنه يظنّ أنّ الوضع الاقتصادي، الأمني، والإنساني جيّد أكثر من معظم الدول العربية المجاورة.
ومن المقاطع المؤثرة في البث حين أجاب مردخاي عن سؤال أرسله متصفح من غزة قبل البث، زوّد فيه تفاصيل عن ابنه الذي يحتاج إلى عملية جراحية في إسرائيل وتلزمه موافقة. تمنى مردخاي الخير للولد قائلًا: “سلامته للولد وانشالله راح يشفى قريبًا”، ثمّ بشّر الأب: “فحصنا الموضوع والتصريح موجود في التنسيق الإسرائيلي – الفلسطيني في معبر إيرز”، موضحًا أنّ بإمكانهم العبور لإجراء العمليّة. بعد ذلك، أجاب مواطنًا آخر من غزّة بأنّه تمت الموافقة على مرور زوجته لتلقي العلاج الطبي في مستشفى هداسا في القدس.
ولكن عدا الأسئلة الجدية التي أُرسلت إلى المنسق، كُتبت أيضًا أسئلة كثيرة مضحكة وسخيفة، لم تلاقِ جوابًا طبعا، ومنها “لغتك العربيّة مُضحكة”، “شو اسم أمك” والمزيد:
عدا الأسئلة، نشر متصفّحون عديدون ردودًا بينها أعلام فلسطين، احتجاجًا على نشاطات الجيش الإسرائيلي ونشاطات مردخاي. مع ذلك، يبدو أنّ محاولة مردخاي التواصل مع المتصفحين لقيت نجاحًا حسنًا، وهو ما ليس مفهومًا ضمنًا على الإطلاق حين يكون الحديث عن ضابط ببزة عسكرية يظهر علم إسرائيل خلفه طيلة وقت البث.