يستمر التوتر بين أوساط جنود الجيش الإسرائيلي في الحدود الجنوبية مع غزة بما يتعلق بالتعامل مع حماس، وقد قتل يوم أمس، الثلاثاء، ضابط استخبارات أثناء جولة وتدريب عسكريَين عاديَين، حين أطلق جندي آخر عليه النار معتقدا بأنه مخرب. تقول شهادات لمقاتلين من الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام الأخيرة، إنه تخشى الوحدات الناشطة في المنطقة من عمليات الاختطاف مما يزيد التوتر ويؤدي الى ارتكاب أخطاء كثيرة خلال التدريبات الروتينية.
يستمر الخوف من عمليات الاختطاف على حدود قطاع غزة منذ سبع سنوات، ومثال على ذلك هو اختطاف جلعاد شاليط على يد حماس وأسره لمدة خمس سنوات. تتدرب القوات على مواجهة عمليات الخطف قبل الوصول إلى المنطقة التي يتواجد الجنود فيها. يتعيّن على المقاتلين قبل الخروج في أي مهمة على الجدار أن يكونوا في حالة تأهب كامل من العمليات الإرهابية المفضلة بين أوساط ناشطي حماس. وتبذل حماس جهودًا لبناء الأنفاق من أجل ذلك.
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالأمس وثيقة نادرة حصل عليها مراسل الصحيفة، تكشف عن نزاعات داخلية داخل حركة حماس بما يخص الطريقة التي يجب الرد بموجبها على التدخل العسكري الإسرائيلي.
تقول الصحيفة إن حماس وخلافا لما هو مألوف تقوم خلال الفترة الأخيرة بمحاولة منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل. تقول مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل القرارات التي تتخذها حماس بخصوص التعامل مع إسرائيل إن الاختلاف في القرارات داخل حماس لا يعبّر عن ضعف تكتيكي بل عن خلافات داخلية حادة بما يخص كيفية الرد على العمليات العسكرية.

اختفت قوات حماس من منطقة الحدود بين غزة والمناطق السكنية الإسرائيلية في الجنوب لعدة أيام. وعملت هذه القوات على منع إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل من قبل الفصائل الفلسطينية الأخرى. عادت قوات الأمن التابعة لحماس إلى الحدود خلال الأسبوع الماضي فقط واستمرت بالقيام بنشاطها المعتاد.
بدأت الحادثة ليلة الخميس المنصرم (30 كانون الثاني)، عندما هاجم سلاح الجو ثلاثة مواقع تابعة للجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة. تم تخزين كمية كبيرة من الصواريخ في هذه المواقع وتمت إبادتها أثناء الهجوم. قام الجناح العسكري لحركة حماس بعد يوم من ذلك بسحب قواته المنتشرة على طول الجدار. ويجري الحديث عن نحو 900 شخص يقومون بتفتيش المركبات التي تمر من هنالك من أجل منع إطلاق المزيد من الصواريخ.
هنالك تفسير واحد لسحب قوات الجناح العسكري لحماس: تستعد حماس لإطلاق الصواريخ ردًا على هجوم الجيش الدفاع الإسرائيلي وهذا مخالف لموقف الجناح السياسي لحماس. يقول مصدر أمني إن الجناح العسكري لحركة حماس بدأ يشعر بأنه يفقد الدعم الجماهيري والشعبي داخل الحركة خاصة بعد الانتقادات التي وجهتها حركة الجهاد الإسلامي التي دعت إلى الرد على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. يقول المصدر أيضًا إن القيادة العسكرية لحماس لا تريد أن ينظر إليها الآخرون على أنها جهة مهدئة وأنها تؤيد ضبط النفس بما يخص الرد العسكري ضد إسرائيل خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تراجع شعبيتها بما فيه مصلحة الجهاد الإسلامي.
أدت رغبة الجناح العسكري بالهجوم إلى خلاف بينه وبين الجناح السياسي الذي طلب تدخل رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية ورئيس الجناح السياسي لحركة حماس خالد مشعل. تم إتخاذ قرار في نهاية الأمر بأنه على الجانبين الالتزام بالهدوء.