استأنفت حركة “إم ترتسو” الإسرائيلية اليمينية حملة جديدة للتشهير بالمنظّمات اليسارية في دولة إسرائيل، ونشرت في إطار هذه الحملة تقريرا يُسمّى “تقرير المزروعين 2015” والذي تعرضه كبحث يدرس نشاط تلك المنظمات. بحسب حركة “إم ترتسو”، فإنّ قسمًا كبيرا من المنظمات المُسمّاة “المزروعين” تُموّله حكومات أوروبا، الاتحاد الأوروبي والصناديق الفلسطينية.
وهدف الحملة الرئيسي هو منظمة “كسر الصمت” التي تهدف إلى جمع شهادات الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في قطاع غزة والضفة الغربية، من أجل الكشف، وفق أقوالها، عن مظالم الاحتلال. وفقا لتقرير “إم ترتسو”، فإنّ الصندوق الفلسطيني “أمانة حقوق الإنسان والقانون الدولي” الذي يعمل من رام الله قد وعد منظمة “كسر الصمت” بتمويل ماليّ إذا أحضرت له المنظمة ولو شهادة واحدة لجندي من الجيش الإسرائيلي من عملية “الجرف الصامد”. وقد نجحت المنظمة في إحضار 57 شهادة.
وتظهر في فيلم الفيديو القصير الجديد الذي نشرته حركة “إم ترتسو” رؤوس بعض المنظمات اليسارية في إسرائيل كـ “مزروعة”، أو في الواقع كعملاء سريّين وجواسيس يعملون لصالح دول أوروبا داخل إسرائيل. وقد عرض الفيلم شابا فلسطينيا يطعن إسرائيليين، ويطلب المساعدة من إسرائيليين آخرين فيستجيبون لطلبه، ويحمونه من تحقيقات الشاباك، ويصفون الجنود الذين يحاولون إحباط عملية الطعن بـ “مجرمي حرب”، وكذلك يدافعون عنه في المحكمة.
وقد دافع اليسار الإسرائيلي عن المنظمات التي اتُّهمت بدعم الإرهاب. فكتبت زعيمة حزب ميرتس زهافا غلؤون اليوم أنّ الفيلم الذي نشرته حركة “إم ترتسو” هو بمثابة تحريض على قتل نشطاء المنظمات اليسارية. وقد دعت مؤيديها إلى تبليغ مسؤولي الفيس بوك عن الفيلم لإزالته.
وقد دافعت غلؤون أمس عن منظمة “نكسر الصمت” قائلة إنّ الكشف عن شهادات الجنود الإسرائيليين الذين عملوا في غزة والضفة هو أمر مرغوب به في إسرائيل. وأضافت: “الجنود الذين يدلون بشهادتهم أمام منظمة “كسر الصمت” ويعبّرون بشجاعة عن صوتهم، هم ليسوا خونة بل أبطال”.