نشهد في الأسابيع الأخيرة ظاهرة جديدة ومزعجة في إسرائيل والتي تعرّض مراسلي الأخبار الإسرائيليين للهجوم. يعود جزء من القضية إلى كون الانتفاضة الحالية تحدث في عصر تكنولوجي حديث لم يكن قائما في الانتفاضات السابقة. يطرح العصر التكنولوجي الذي يستطيع فيه كل شخص أن يسحب هاتفه الذكي ويصوّر ما يحدث حوله أسئلة أخلاقية عديدة لم تكن هناك حاجة لمناقشتها حتى الآن. لا يحب بعض الجمهور ما تبثه القنوات والمواقع الإخبارية الإسرائيلية والسؤال هو من الذي يتلقى معظم النيران؟ المراسلون.
يشكو المراسلون الميدانيون الإسرائيليون خلال موجة العملية الإرهابية الحالية في البلاد من هجمات ضدهم من قبل المواطنين. هناك هجوم لفظي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أيضا وكذلك هجوم جسدي حقيقي. في 8 تشرين الأول، تمت مهاجمة الطاقم الإخباري الإسرائيلي من القناة الثانية والذي ذهب لتغطية عملية إرهابية حدثت في العفولة، وفي يوم الخميس الأخير هوجم فريق إخباري إسرائيلي آخر قام بتغطية العملية الإرهابية في المحطّة المركزية في القدس. وأخبرت جهات كانت موجودة في المكان الموقع الإخباري الإسرائيلي “nrg” كيف أن مجموعة من الرجال هاجمت العاملين في التلفزيون في القدس والذين ذهبوا لنقل تقرير ميداني: “بدأ العنف بالاندلاع، فدخلوا إلى سيارة الدورية ومن ثم سحبوا الكوابل وحاولوا تخريب البثّ”. وفي النهاية سيطرت الشرطة على ما يحدث.
كان شعور هيئة تحرير الأخبار هو التحريض العام ضد الإعلام. ينبع بعض ذلك أيضًا من بثّ مقاطع الفيديو من جميع أماكن العمليات. يرى محررو الأخبار أهمية في بثّ ما يحدث في الميدان، ولكن في أحيان كثيرة لا يحب بعض الجمهور المقاطع التي تم تصويرها، ويدعون أنه تم تحريره، عن عمد وأن الإعلام يحرّض ويشوّه الواقع.
بدأ جزء كبير من الشعب الإسرائيلي يتهم الإعلام الإسرائيلي بارتكاب العمليات الإرهابية في البلاد ويتهم المراسلين بدعم اليسار السياسي إلى درجة أن صفحة فيس بوك تم افتتاحها تحت اسم “نحارب الإعلام” تنشر إعلانات مثل: “نحارب الإعلام – نحارب الإرهاب”. والنقطة المقلقة هي أنّه في نفس الصفحة هناك أكثر من 2000 معجب. ومن بين أمور أخرى، فالدعوات فيها هي لإزالة تطبيقات مواقع الأخبار الإسرائيلية من الهواتف الذكية وتم نشر تاريخ 1.11.15 في الصفحة باعتباره اليوم الذي سيُقام فيه احتجاج ضدّ الإعلام.
هناك صفحة أخرى تم افتتاحها تحت اسم “كلنا ضد الإعلام اليساري المتطرف” وفيها ما لا يقل عن 14000 إعجاب، وقد نشرت اليوم منشورا كُتب فيه تحت عنوان “نحارب الإعلام”: “اليوم يتم طعني، وغدا سيأتي دورك. حدث هذا اليوم، ولقد لحق هذا بي. عندما أخبروني اليوم أنّ صديقي الطيب قد طُعن. غدا، غدا سيصل هذا إليك أيضًا، وهل تعلم ما هو الأكثر حزنا؟ أنهم في الإعلام، في القناة الثانية، سيتحدثون عن الإرهابي، ولن يتحدثوا عنك”. وجاء في المنشور أيضًا: “بالنسبة للإعلام – أنت أقل أهمية من الإرهابي المسكين. حتى الآن كنت ساذجا، ولكنني تذكرت الآن أن أستيقظ. المشكلة أنني استيقظتُ متأخرا جدا، فقد مات صديقي”.
تحاول هيئات تحرير الأخبار نقل الحقائق من الميدان ودمج تحليلات المراسلين أيضًا. والخوف هو من التحريض المتزايد ضدّ الإعلاميين وإيذائهم الكبير. تحاول القنوات الإخبارية تقليص الأضرار وقد حدّدت قواعد واضحة للمحتويات التي يُسمح أو يحظر نشرها من مقاطع الفيديو في أماكن حدوث العمليات.