يبدو أن المواجهات في غزة متجهة نحو التصعيد، والناطق باسم الجيش، الذي لا يكلّ، أفيحاي آدرعي، ولا يرتاح للحظة. وأجاب، بين نشاطه على الفيس بوك وبين المقابلات التلفزيونية، على أسئلتنا موجهًا رسالة واضحة لحركة حماس:
هنالك أنباء تفيد بأن نتنياهو أمر جيش الدفاع بالاستعداد لاجتياح بري. هل هذا حقيقي، وهل سيدخل الجيش غزة قريبًا، أم يهدف هذا فقط إلى التخويف واستعراض القوة؟
أجل، تلك الأنباء صحيحة، هنالك حشد للقوات حول قطاع غزة، قوات موجودة هناك للاستعداد للقيام بعملية معيّنة. الخطة التي أقرها قائد الأركان حاليًا هي خطة متدرجة، أي، تبدأ على مراحل. انتقلنا ليلة البارحة، مثلاً، للمرحلة الثانية (غارات جوية طالت 50 هدفًا لحماس في غزة)، ودائمًا قبل الانتقال للمرحلة التالية يتم ذلك بعد تقييم الأوضاع. الآن هناك استعدادات للمرحلة الثالثة، وكجزء من ذلك نقوم بحشد القوات وتعبئة الاحتياط. كانت تعبئة الاحتياط حتى الآن محدودة، والآن سُمح بتجنيد المزيد من جنود الاحتياط وبشكل موسع أكثر، لكي يتسنى استخدام قوات الاحتياط عند الحاجة. قال قائد الأركان “سنبدأ عملية هجومية، واسعة وقوية”.
إذا، فالحديث ليس عن عملية محدودة
الهدف هو “إعادة الهدوء إلى الجنوب وتوجيه ضربة قوية لحركة حماس”. يشكل توجيه ضربة لحركة حماس ولقدراتها عملية واسعة، وهي تحتاج للوقت، و ضرورية. لذا فإن شن عملية برية هي مسألة موضوعة حاليًا على طاولة متخذي القرارات بلا شك. نقوم بإعداد كل الخطوات المطلوبة لإتاحة مثل هذه الخطوة، وعند الحاجة سنستخدمها. هذا ليس مجرد شعار وليس فقط بغرض التخويف، هذا حقيقي.
وما هي التقديرات بما يتعلق بالمدة التي ستستغرقها هذه العملية؟
ليست هناك بعد تقديرات زمنية للعملية، العملية الآن هي متدرجة ومتعلقة بتقييم الأوضاع وهنالك هدف لها ويجب تحقيقه والعملية تأتي لتوجيه ضربة قوية لحركة حماس ولإعادة الهدوء إلى الجنوب. هذه ليست مجرد عملية تكتيكية. إن قمنا بتحليل الوضع نجد أن حماس تسلقت الشجرة وبدل أن تنزل عنها قررت أن تتسلق إلى مكان أعلى. أطلقنا يوم الخميس مبادرة “الهدوء مقابل الهدوء”. ما حدث مع حماس هو ذلك الخلل الذي وقع داخل النفق – قبل يومين من ذلك كشفنا أمر النفق وقمنا بمهاجمته. عندما دخلوا ليروا حجم الأضرار في النفق انفجرت المواد المتفجرة الموجودة فيه ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص. لذلك قررت حماس التسلق على الشجرة أكثر وتحويل الأنظار عن فشلها العسكري واتهام إسرائيل وراحوا ينشرون فيديوهات تقول “تحن نهددكم، احذروا منا”، واستمروا بإطلاق الصواريخ. إذًا، ها هي صورة الأوضاع الآن وعليها أن تواجه تداعيات تسلقها الشجرة العالية.
على ذكر نشر الفيديوهات، رأيت أن كتائب عز الدين القسام فتحوا حسابات على تويتر وفيس بوك بالعبرية. ما رأيك بهذا، هل تعتقد أنهم يقومون بتقليدك؟
أعتقد بأنهم أدركوا حجم العملية. المسألة هي أنهم لا يستخدمون تلك الفيديوهات وشبكات التواصل الاجتماعية لشرح صورة الأوضاع أو لإقناع جمهور معينّ بل يحاولون التخويف وممارسة إرهاب إلكتروني وهذا هو فارق واحد من الفوارق التي بيننا. هذا حقهم، ولكنني أعتقد أنه كان من الأفضل تكريس هذه الأموال التي يبددونها على هذه الأفلام، التي ليس فيها أي شيء، والأموال التي يستخدمونها لحفر الأنفاق مع الأموال التي يصرفونها على الصواريخ التي يصنعونها، لبناء شيء في غزة، جسور، شوارع، مدارس، مستشفيات. لا بد أن هذه المشاريع ستفيد سكان غزة؛ بينما الأنفاق والصواريخ؛ وهذا موثق، لم تقدم شيئًا لسكان غزة. حين ننظر أيضًا إلى “الإنجازات” التي يحاولون استعراضها، مثل إطلاق مئة صاروخ البارحة، وفعليًا الرقم هو أقل بكثير، وفعليًا نجد أن معظم القذائف التي أُطلقت سقطت في مناطق مفتوحة والقذائف الأخرى التي كانت موجهة إلى المناطق المأهولة تم اعتراضها من قبل منظمة القبة الحديدية. وفي نهاية الأمر فإن ذلك ليس في صالح سكان القطاع، وخاصة أننا في شهر رمضان. لم تفد حركة حماس بشيء في الضفة الغربية بعد عملية الاختطاف والآن هي أيضًا لا تقدم أي فائدة لقطاع غزة، لا يجب أن يدفع أي مواطن الثمن.
هل تم أخذ شهر رمضان بالاعتبار عندما تم التخطيط للعملية؟
بالطبع. تم أخذ شهر رمضان بالاعتبار أيضًا خلال العملية في الضفة الغربية والآن، ولكن شهر رمضان ليس خطًا أحمر. لا شك أن شهر رمضان له خصوصيته وقيمته ونحن نحترم ذلك، ولكن، ربما من كان قرر أن يتسلق الشجرة ويطلق الصواريخ في شهر رمضان تحديدًا يدرك أن هذا جزء من الاعتبارات. من اختار هذه المواجهة ليست دولة إسرائيل بل حركة حماس هي التي فرضت هذا علينا. من قام باختطاف الفتيان قبل رمضان هم حركة حماس. من يطلق الصواريخ الآن ويشعل الأجواء في غزة؛ في شهر رمضان؛ هي حركة حماس. كان يُفترض بها أخذ شهر رمضان بالاعتبار ويبدو أنها لم تفعل ذلك.
شاهدوا مقابلة ادرعي في قناة الجزيرة قبل عامين:
هل تعتقد بأنك تنجح بإيصال هذه الرسائل أيضًا للعالم العربي؟ أعطيت مؤخرًا مقابلات للجزيرة ولمحطات عربية أخرى، هل تحصل هناك على منصة مناسبة وجديرة؟
معظم المقابلات تكون ببث مباشر، وأحصل على وقتي بالرد دون أن يكون بإمكانهم تحريف كلامي، لهذا أحاول أن أستغل ذلك الوقت بتمرير رسائل أريد تمريرها. علاوة على ذلك، هنالك حملات متعددة لمؤسسات وجمعيات، والتي لا تنظر نظرة جيدة إلى مسألة مواقع التواصل الاجتماعية. تلك الوسائل جاءت لتفتح نافذة على العالم وليس لإغلاق النافذة، وهذا ما يحاول بعض الناس فعله. نحصل في وسائل الإعلام أحيانًا على منصة عادلة، وأحيانًا لا نحصل على ذلك، ولكننا نستخدم مواقع التواصل الاجتماعية كمحاولة منا للتحدث مع الطرف الآخر وتوصيل رسائلنا إليه. أعتقد بأنه رغم الانتقادات والمعاناة بالنهاية “سيفهم الناس”. يمكننا أن نرى بوضوح بأنه بسبب وجود مشاكل داخلية في حركة حماس وبسبب ضائقة معيّنة فقررت الحركة أن تلقي المسؤولية على العالم. أعتقد أن نشطاءها أيضًا سيحاولون تصوير تحقيقهم لإنجازات معنوية ومتخيلة، سنكون مستعدين، هذه العملية لن تكون قصيرة المدة وعلينا أن نتصرف بمسؤولية وصبر، بالنهاية سوف نحقق ما عزمنا على تحقيقه.
في الختام، ما هي الرسالة التي تود توجيهها للجمهور في هذه الأيام؟
“حربنا ليست ضدكم. نريد لسكان غزة أن يحتفلوا بشهر رمضان، الذي صار في ذروته، وبليلة القدر وعيد الفطر؛ اللذين يحلان قريبًا؛ بهدوء وفرح وراحة بال. نتمنى أيضًا من هذا الجانب أن يمارس الضغط اللازم على من يحتاج ذلك لكي يفهموا في حركة حماس أنهم لا يستطيعون التلاعب؛ متى يريدون، بالمواطنين وبمصالحهم”.