قصة جلعاد شاليط معروفة جيّدًا في العالم. فهو الشاب الإسرائيلي الذي خُطف حين كان جنديًّا في الجيش الإسرائيلي في منطقة “كرم أبو سالم” في 25 حزيران 2006 من قبل رجال حماس، لجان المقاومة الشعبية، وجيش الإسلام. تمّ الاحتفاظ به أسيرًا في قطاع غزة لنحو خمس سنوات وأربعة أشهر حتى جرى إطلاق سراحه، في إطار صفقة بين إسرائيل وحماس، في 18 تشرين الأول 2011، مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرًا أمنيًّا.
كذلك كان العالم على اطّلاع على النضال الذي خاضته أسرته ومجموعة مناصرين كبيرة من أجل إطلاق سراحه. ولم يتوقف الإعلام في العالم عن رصد التقدّم والمفاوضات التي فشلت مرارًا كثيرة حتّى إطلاق السراح المرتقَب.
اليوم، بعد نحو سنتَين، يسعى شاليط للعودة للروتين، وللعيش حياة بالغ عادية. في سن 27، يغادر شاليط منزله في الشمال وينتقل للسكن في هرتسليا. في هذه الأيام، يتفرغ أخيرًا للعيش حياةً كأقرانه، محاولًا التعويض عن السنوات الطويلة التي أمضاها في الأسر لدى حماس.
في تشرين الأول القادم، سيبدأ شاليط بالدراسة في برنامج للاقتصاد والاستدامة (دراسة الطاقة وجودة البيئة) في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، علمًا أنه كان قد استأجر شقة في المدينة في وقت سابق.
وخصّص شاليط الوقت الذي مضى منذ إطلاق سراحه للتأقلم من جديدٍ في إسرائيل، مع الأصدقاء وأفراد الأسرة والمناسبات العامة من أجل دولة إسرائيل. وتمثّل الشقة والدراسة، المرحلة القادمة في استعادة أهليته، حيث سيحاول رمي صدمة الأسر خلف ظهره، ليركّز على الأمور التي تشغل أبناء جيله: الدراسة، المهنة، الأصدقاء، والجنس الآخر.
قبل نحو أسبوع، عرض شاليط بشكل رسميّ صديقته الجديدة عادي سيجلر. وخلافًا لعلاقات سابقة نمّاها في السنتَين اللتَين تلتا إطلاق سراحه، اختار شاليط أن يعرض جهارًا محبوبته الجديدة. وكان الشابان تعارفا قبل نحو شهرَين. يمضي شاليط وسيجلر (20 عامًا) وقتًا طويلًا معا. وخلافًا للمرات السابقة، يخرجان معًا من باب منزل شاليط، ويقضيان وقتًا لا بأس به في المدينة الكبرى تل أبيب.
بين الاستعداد للدراسة والاستجمام في أحضان العائلة والأصدقاء، يحرص شاليط على حضور عدد من مناسبات جمع التبرعات من أجل إسرائيل. وهو يحاول العيش حياة طبيعية قدر الإمكان: فلديه 318 صديقًا على فيس بوك، وهو يرفع على حسابه صورًا من جولاته في العالم ومن مشاركاته في مناسبات دعم وشرح إعلامي من أجل إسرائيل.
يحبّ جلعاد أن يمضي الوقت مع أصدقائه في الحانات والمقاهي، أن يخرج في رحلات دراجات هوائية، وكثيرًا ما يُرى في ملاعب كرة السلة، كرة القدم، والمضرب، كما يتمتع بالانتصار على الخصوم على طاولة بينج بونج. وهو على اطّلاع على آخر صرعات الموضة، وكثيرًا ما يُشاهَد وهو يقوم بالمشتريات في تل أبيب.
في إحدى مقابلاته الأخيرة مع الإعلام الإسرائيلي، وجّه شكرًا للدعم الكبير الذي حظي به صراع والدَيه من أجل إطلاق سراحه. واعترف في المقابلة بأنّ أصعب أمر في الأسر كان الوحدة والشعور بأنه غير قادر على فعل الأمور البسيطة في الحياة كأي شخص عاديّ. وقال شاليط إنّه كان مُدركًا، خلال سبيه، للدعم وللضغط الجماهيري الذي مورس على صانعي القرار لإطلاق سراحه، وإنه قبل أسبوع من إتمام الصفقة، أبلغه خاطفوه بأنه سيُطلق سراحه. يقول: “كنتُ سعيدَا، لكنني خشيتُ كل الوقت من حدوث أمر يعطِّل الصفقة”.