تسبب التغييرات المناخية على سطح الكرة الأرضية ضررًا جسيمًا للطبيعة، وستسبب خلال القرن القادم تفاقم المشاكل مثل النقص في الغذاء، انتشار الأمراض، والنزاعات بين الدول والشعوب. هذا ما أفاد به تقرير شامل لطاقم المختصين من قبل الأمم المتحدة، الذي يتناول التغييرات المناخية، والذي تم نشره في مطلع الشهر الجاري (نيسان) في اليابان، الذي اجتمع فيها طاقم الأمم المتحدة الذي كان مسؤولا عن التقرير.
لا يقرّ المختصون أن الانحباس الحراري سيؤدي إلى العنف، لكنهم يقرون بأنه سيشكّل عاملا آخر من شأنه تحويل الأمور إلى أسوأ مما هي عليه. النزاعات على موارد مثل الماء والطاقة، الجوع والطقس المتطرف، ستضعضع أكثر فأكثر الثبات في العالم بموجب تقرير “الطاقم متعدد الحكومات للتأقلم مع التغييرات المناخية”.
وفق المحرر الرئيسي للتقرير، كريس فيلر، يجري الحديث عن تغيير كبير مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سبعة أعوام، حيث تطرقت حينئذ مجموعة المختصين إلى الطريقة التي يؤثر فيها الانحباس الحراري على الكرة الأرضية نفسها. في التقرير الذي تم تمريره إلى قادة سياسيين في بداية عام 2007، لم يتم ذكر شؤون أمنية، إلا أنه منذ ذلك الحين طرأ تقدم على البحث. “هنالك ما يكفي من الدخان لكي يدل على أننا يجب فعلا أن نولي لذلك انتباهًا”، يقول جيف دبلكو، بروفيسور في الأمن وجودة البيئة في جامعة أوهايو، أحد الكتاب الرئيسيين للفصل الذي يتناول الأمن والتغييرات المناخية في التقرير الجديد. وجد باحثون في مجال علوم الاجتماع في السنوات السبع الأخيرة علاقات أكثر بين المناخ والنزاعات، ويشمل التقرير مئات التوجيهات إلى أبحاث حول الموضوع.
في التقرير الذي نشرته في وقت أسبق من هذا الشهر وزارة الدفاع الأمريكية، شُبّه التغيير في المناخ بـ “مضاعف للتهديدات”، الذي يزيد احتمال الفقر، عدم الثبات السياسي، والتوتر الاجتماعي في أنحاء العالم. وفق البنتاغون، سيُولّد الانحباس الحراري مشاكل جديدة، لكنه سيمنح كذلك الدول فرصًا جديدة في كل ما يتعلق بالموارد وخطوط الملاحة في مناطق كالقطب الشمالي، حيث الجليد هناك آخذ في الذوبان.
لا يكتفي التقرير الجديد فقط بتوقعات كئيبة لذلك يفصّل سلسلة من الخطوات المعدّة من أجل مساعدة مناطق مختلفة في العالم على التأقلم والجاهزية للتأثيرات المناخية. على سبيل المثال، بالنسبة لإفريقيا، يوضّح التقرير الحاجة للبدء والإدارة بطريقة مراقبة موارد المياه الجوفية، استخدام وسائل للري أكثر توفيرًا، وتطوير نباتات ذات قدرة أعلى على مقاومة الحر. تحسين الوصول إلى وسائل التعقيم والمياه النظيفة سيقوّي من صمود الدول في المنطقة أمام حالة انتشار الأوبئة نتيجة استمرار التغييرات في المناخ.