انهار صباح اليوم في تل أبيب موقف تحت الأرض مؤلف من أربعة طوابق كانت تجري فوقه أعمال بناء. أعلنت قوات الإنقاذ عن حادثة متعددة الإصابات. حتى الآن عُثر على قتيلين، وتم إخلاء 23 جريحا، يعاني بعضهم من إصابات خطيرة. هناك محاصَرون تحت الأنقاض، وتعمل قوات الإنقاذ على تحديد مكانهم وإنقاذهم. وتم في الساعات الأخيرة إيقاف تشغيل كافة أدوات العمل من أجل سماع نداءات المحاصرين الذين لم يفقدوا وعيهم بعد.
“انهار موقع البناء، وأصبح الجو مليئا بالغبار، لذلك لا ننجح في رؤية شيء. وقد كانت البناية مؤلفة من أربعة طوابق تحت الأرض، فانهار السقف ببساطة الآن، لذلك لم يعُد منه شيء الآن”، هذا ما أبلغه شاهد عيان حول الحادث في حديثه مع مسؤولي خدمات الإنقاذ فور وقوع الحادثة.
وحذّرت الشرطة معرِبة عن أن خطر الانهيار في الأجزاء الأخرى من المبنى ما زال قائما وأيضا في المنطقة المحيطة به في أعقاب الفجوة التي تشكّلت إثر الانهيار”. قال مسؤول في خدمات الإطفاء “إنّ أعمال الإنقاذ خطرة جدا، وتجري في ظل سقوط جدران أخرى لإنقاذ المحاصَرين. يدور الحديث عن انهيار مبنى ذي كتلة خرسانية هائلة، كان مؤلفا من 17 ألف متر مربّع من الإسمنت”.
إن شركة “دانيا سيبوس”، هي المسؤولة عن الموقع وقد وُجدت سابقا في بعض مواقعها عيوب سلامة كبيرة لذلك فُتحت ضدّها ثلاثة ملفات تحقيق في السنتَين الماضيتَين. وفي أعقاب ذلك كان مخططا لشن حملة إنفاذ مضاعفة في مواقع البناء التابعة للشركة، والتي كان يفترض أن تُجرى في النصف الثاني من الشهر الحالي.
ولكن شركة “دانيا سيبوس” ليست الشركة المجرمة الوحيدة في مجال خرق احتياطات السلامة. فقبل ثلاثة أشهر نشر مراقب الدولة تقريرا لاذعا تطرق فيه إلى خرق احتياطات السلامة الخطير الذي كُشف عنه في مواقع بناء مختلفة في إسرائيل، وحذّر من ارتفاع خطير في حالات حوادث العمل. وفقا للتقرير، فقد قُتل بين عامي 2013-2014 في إسرائيل 124 عاملا وأصيب أكثر من 50 ألف في حوادث عمل كان بالإمكان تجنّب غالبيّتها العظمى.
كان نحو نصف القتلى من إجمالي حوادث العمل في إسرائيل مؤلفا من العاملين في مجال البناء، مما يجعله مجال العمل الأخطر في سوق العمل الإسرائيلي. وظهر من خلال بيانات نشرتها وزارة العمل أنّه يُقتل عامل بناء في إسرائيل في كل شهر أو يُصاب. يُشكّل العمال الفلسطينيون من مواطني إسرائيل، من سكان الضفة الغربية، ومن العمال الأجانب الأغلبية في مجال البناء.