هناك تصريحات استثنائية لكبيرٍ سابق في الجيش الإسرائيلي بخصوص توقيت اغتيال جهاد مُغنية في سوريا في الأمس. وقال اللواء في الاحتياط يواف غالنت، من كان قائد المنطقة الجنوبية خلال عملية “الرصاص المسكوب” التي تمت بإدارة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عام 2008، “إنه في بعض الأحيان هنالك توقيت لا علاقة له بالانتخابات”.
وغالنت مرشح الآن في حزب “كلنا”، إلى جانب الوزير السابق موشيه كحلون. كان من المفروض تعيين غالنت رئيسًا للأركان الإسرائيلية في السابق وفي النهاية لم يتم ذلك بسبب قضية الاستيلاء على أراضٍ خاصة بالقرب من منزله.
وذكر غالنت في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية أنه أتيحت له من خلال توليه القيادة في الجنوب عدة فرص لقتل عز الدين القسام، أحمد الجعبري، لكن القيادة لم تعطِ إذن التنفيذ. وحسب أقواله إنه كان بإمكانه اختطاف الجعبري واستعماله كورقة مساومة للإفراج عن جلعاد شاليط، المحتجز في غزة في حينها. رغم ذلك، تم اغتيال الجعبري بعد وقت طويل من نهاية خدمة غالنت، وبفترة قريبة للانتخابات الإسرائيلية.
وفي وقت لاحق، تراجع غالنت عن أقواله، معتقدًا أنه لا علاقة للانتخابات والعمليات الحربية. قال غالنت،”أنا أدعم قتل المخربين في كل وقت”. قرر باقي المرشحين للانتخابات ألّا يدعموا تلميحات غالنت.
الاتهام بأن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي لتحويل نتائج الانتخابات ليست نادرة في السياسات الإسرائيلية. واتهم سابقًا في عام 1981 رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيجن، بقيامه بقصف المفاعل النووي في العراق من أجل استمالة الناخبين. فاز بيجن في الانتخابات حقًا بفارق مقعد واحد.
في عام 1996، تم أيضا شن حملة “عناقيد الغضب” على جنوب لبنان قريبًا جدًا للانتخابات. ولكن، يمكننا أن نرى في هذه المرة أن نتائج العملية أضرت برئيس الوزراء في حينها، شمعون بيرس. وفقًا للتقارير التي نشرت حينها، غضب الناخبون من عرب إسرائيل بسبب العملية العسكرية وقتل الأبرياء في كفركنا، وبناءً على ذلك امتنعوا عن التصويت لبيرس، الذي خسر خسارة بالغة أمام بنيامين نتانياهو.