يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي، تكلفة نحو 500 حالة انتحار سنويًا، تصل إلى ما معدله نحو 2.5 مليار شاقل. لقد ازداد عدد المنتحرين في السنوات الست الأخيرة في إسرائيل بنسبة نحو 58%. وذلك بموجب معطيات تم التصريح بها يوم أمس في الكنيست. لقد أجرت لجنة العمل، الرفاه والصحة التابعة للكنيست جلسة خاصة حول الموضوع، بمشاركة وزيرة الصحة ياعيل جرمان، التي صرحت نقلا عن وزير المالية، يائير لبيد، عن أنه سيموّل برنامجًا بهدف منع الانتحار.
“وفق المعطيات، يحاول 16 شخصًا الانتحار يوميًا”، قالت جرمان. “لكن ذلك ليس قضاء وقدرًا، وإنما عمل إنسان يشعر بضائقة لا مخرج منها”. حسب أقوال الوزيرة، “يهدف البرنامج الوطني أيضًا إلى إبعاد الآراء المسبقة حول الموضوع ومعالجتها، لكي لا يشعر الناس الذين ثكلوا أعزاءهم المنتحرين بوصمة عار. لا أحد مسؤول عن انتحار شخص عزيز عليه”.
وفق معطيات نشرتها الكنيست، فإن معظم الذين ينتحرون في إسرائيل هم من الشبان، وتحاول الشابات الانتحار بنسبة أكبر بثلاثة أضعاف من الشبان. ويتم التبليغ عن ثماني محاولات انتحار فقط إلى السلطات المسؤولة. تم التبليغ سابقًا عن أن ثمة نسبة عالية بين أوساط المنتحرين من القادمين الجدد الذين يستصعبون التأقلم في إسرائيل.
في نطاق النقاش بشأن الاستراتيجيات الناجعة لمنع عمليات الانتحار، تم طرح أفكار تقترح تأهيل أطباء العائلة من أجل التعرّف على علامات الاكتئاب، تقليص إمكانية الانتحار، وكذلك يمكن أن يساهم الإعلام في الكشف عن الحوادث وتقديم المساعدة. في أستراليا، على سبيل المثال، انخفضت محاولات الانتحار في القطار تحت الأرض بنسبة 80%، بعد أن تم منع الإعلام في الدولة من تغطية الحادثة.
إلى ذلك، أكمل عمال شركة نتيفي يسرائيل وضع جدار أمان على حافتي جسر عكبرة، وهو الجسر الأعلى في إسرائيل. لقد أطلق على الجسر الذي أقيم في عام 2005، “جسر المنتحرين”، بعد أن وضع 11 شخصًا حدًا لحياتهم، قفزًا. لقد قفز معظم المنتحرين عن الجسر في السنوات الأخيرة، وانتحر آخر شخص قبل أسابيع قليلة. في السنوات الأخيرة، مع كثرة الحوادث، عرضت بلدية صفد طلبا لتحسين الأمان في منطقة الجسر، ويأملون الآن أن يساهم جدار الأمان من تقليص الظاهرة المؤسفة.