مضت 12 سنة على جريمة قتل الطالبة بنت ال13 عاما، تئير رادا، في مبنى مدرستها في مدينة “كترسين” شمال إسرائيل. وحتى يومنا هذا ما زالت عائلة القتيلة ومحامون ورجال إعلام في إسرائيل يشككون في هوية القاتل الذي ارتكب الجريمة النكراء، رغم أن الادعاء العام أدان عامل بناء كان في المكان والقضاء حكم عليه بالسجن المؤبد.
وتصدرت الجريمة أمس الخميس العناوين الإسرائيلية مجددا في أعقاب الكشف عن دليل يضعّف الملف ضد القاتل المدان، رومان زدوروف، اليوم يبلغ 41 عاما، إذ تم العثور على شعرة كانت على جثة القتيلة تابعة لامرأة حققت معها الشرطة في الماضي بشأن الجريمة وأطلقت سراحها، قد تكون هي القاتلة.
ووصفت الصحف الإسرائيلية التطور الجديد والمفلت في الجريمة المثيرة للجدل بأنه “زلزال” قد يؤدي إلى إعادة فتح ملف الجريمة وإطلاق سراح المتهم المدان في القضية بعد أن أمضى 10 سنوات في السجن.
والملفت في جريمة رادا أنها حظيت على اهتمام جماهيري وتغطية إعلامية غير مسبوقين بسبب هوية المجرم الحقيقي. وكانت الجريمة قد تصدرت العناوين قبل عامين بعد بث مسلسل وثائقي شكّك في نتائج التحقيق في الجريمة وبعمل الادعاء العام الذي انتهى بتقديم لائحة اتهام ضد رومان زدوروف والحكم عليه بالسجن المؤبد.
وكان الادعاء قد استند في القضية إلى اعتراف المتهم الذي أعاد تمثيل الجريمة، رغم وجود أدلة علمية لا تتطابق مئة بالمئة مع هوية زدوروف. ومما زاد الحيرة في القضية تراجع المتهم عن الاعتراف وادعائه إنه اعترف تحت التهديد. ويقول الادعاء العام إن زدوروف سرد تفاصيل الجريمة في صورة تدل على أنه المجرم.
أما المسلسل الذي فتح ملف الجريمة، فقد قدم دلائل تشير إلى أن مرتكب الجريمة هي امرأة كانت اعترفت أمام عدة أشخاص بقتل رادا، والمثير أن فحص المادة الوراثية للشعرة أخيرا تتطابق مع المادة الوراثية للمرأة التي تشير إليها الصحافة الإسرائيلية بالحرفين “أ.ك”.
وقد طالب أمس الخميس محامي الدفاع عن زدوروف الذي يقبع في السجن إعادة فتح الملف من جديد والنظر إلى الأدلة الجديدة التي تلقي ضوءا جديدا على الجريمة وتقوي الفرضية أن المجرم الحقيقي هو السيدة “أ.ك”.