بدأ تأثير المسلمين في أوروبا يترك بصماته: بنك نمساوي (Bawag P.S.K) يعلن عن أنّه سيتوقف عن الإتجار مع الشركات التي تتعامل بتجارة الكحول، السلاح والقمار، وذلك من أجل تمكين الزبائن المسلمين من إدارة حسابات “حلال”.
رغم أن هناك في بريطانيا عدة بنوك خاصة للزبائن المسلمين، فهذا البنك هو الأول في أوروبا الذي يسمح بإنشاء حساب “حلال” تتم إدارته بشكل كامل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
وفقا لبيان إدارة البنك، فلن يكون بالإمكان جباية الربا أو توفير الأموال في حسابات الشريعة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلن البنك أنّه من أجل تجاوز جبي الربا المحظور بموجب الشريعة، فسيقدم للزبائن إمكانية الحصول على قرض يمكنهم إعادته بأقساط موسّعة.
وقد جاء قرار إنشاء “حسابات الشريعة” في أعقاب موجة الهجرة الإسلامية إلى النمسا في الأشهر الأخيرة. وفقا لبيانات وزارة الداخلية النمساوية، فإنّ الإسلام الآن هو الدين الثاني في حجمه في البلاد، حيث أعلنت إدارة البنك عن نيّتها بتجنيد أكبر عدد من الزبائن من بين 600 ألف مسلم يعيشون اليوم في النمسا.
ولكن رغم أنّها بشرى جيّدة للمسلمين المقيمين في النمسا، فإنّ المواطنين المسيحيين في البلاد لم يحبّوا أبدا هذه المبادرة الجديدة وهاجموا البنك زعما بأنّهم الآن سيمنحون معاملة تفضيلية للزبائن المسلمين مع إهمال الزبائن الحاليين.
ونفى البنك ذلك من جهته بطبيعة الحال، بل وشارك في صفحته على الفيس بوك بيانا للزبائن يقول: “الزبائن الأعزاء، نحن مستعدون لتلقي الأسئلة أو الملاحظات في صفحتنا على الفيس بوك، ومع ذلك، فنحن نطلب منكم الحفاظ على الأخلاقيات ومن بين ذلك الامتناع عن التعابير المتطرفة، العنصرية، التحيّز الجنسي، التصريحات السياسية، الشتائم، التهديدات أو الاعتداءات الشخصية على المهاجرين المسلمين”.
وأعلنت إدارة البنك أيضًا أنّ كل مواطن نمساوي يمكنه فتح “حساب الشريعة”، حتى لو لم يكن مسلما، في حال قرّر أنّ حسابًا كهذا يمكنه أن يلائم احتياجاته.