يقترب الشتاء بسرعة ومن لا يعرف الحساء الحار الذي من عادة الجدات أن تقدمه للأبناء والأحفاد من أجل حمايتهم من أمراض رهيبة. وليس ذلك فحسب: إن أدوية الجدة هي حل قديم ومعروف لعلاج الأمراض المنتشرة بواسطة مركّبات مختلفة يمكن إيجادها في البيت أو أنها متوفرة للاستخدام ويمكن الحصول عليها بسهولة. يمكن أن تكون هذه المكوّنات: بهارات، فواكه، خضار، زيوت من الحيوان والنبات، توابل وغيرها.
أدوية الجدة، أو الأدوية الطبيعية من شأنها الإشفاء أو التخفيف من الأمراض المنتشرة التي تواجهنا يوميًا، مثل: الصداع، الحرارة، الإنفلونزا، الغثيان، الحرقة، ضغط الدم المرتفع وغيرها. إن أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا ومعرفة هو، حساء الدجاج للمعالجة عند الإصابة بالنزلة.
إن استخدام أدوية الجدة هو قديم منذ الفترة التي كان فيها الطب الغربي لا يزال غير متقدم كما هو اليوم. إن مصدر اسم أدوية الجدة هو من التقاليد التي تنتقل من أم لابنتها. إن بعضًا من أدوية الجدة نالت مصادقة علمية معينة. من المعروف أن أدوية الجدة لم تمر بتجربة طبية لغرض المصادقة عليها، لكن هنالك من يستخدمها، وهنالك لجزء منها بالفعل تأثير إيجابي على الجسم. يعمل الكثير من أدوية الجدة على التأثير الإيجابي الموجود في أنواع أغذية معينة على مشاكل معينة، ولذلك لا يوجد له ضرر. إن أدوية الجدة الأخرى يمكن أن تكون عديمة الفائدة، أو حتى خطيرة – خاصة عندما تكون بكمية كبيرة وبدمج أدوية ذات وصفة طبية.
وها قد اتضح أنه في بعض من الحالات قد كانت الجدة على صواب والعلاجات التي عرضتها عليكم قد أُثبتت علميًا. على سبيل المثال إذا أجبرتكم جدتكم على شرب زيت السمك، فهي كانت على علم بما تفعله. اتضح أن الحوامض الدهنية الموجودة في زيت السمك يمكنها منع أمراض القلب وحتى معالجتها. السبب: يحتوي الزيت نفسه على مجموعة حوامض دهنية تعتبر مفيدة جدًا لعمليات إشفاء القلب. يمكن أن يمنع زيت السمك تكوّن خثرات دموية وتصلب الشرايين وأن يقلل الأورام في القلب والأوعية الدموية. الكمية الموصى بها هي حتى 4 غرام في اليوم. إضافة إلى ذلك، يكشف بحث أجري في قسم العناية المشددة في مستشفى بلينسون أن زيت السمك يساعد على فطام المرضى الذين يتم إعطاؤهم تنفسًا اصطناعيًا بواسطة ماكنة التنفس.
وماذا بالنسبة لحساء الدجاج؟ لقد حاز حساء الدجاج الأسطوري الخاص بالجدة منذ زمن على لقب الشرف “أفضل بنسلين”، وليس عبثا. لقد كشف بحث تم إجراؤه في المركز الطبي لجامعة نبراسكا أن الكثير من مكوّنات حساء الدجاج يمكنه إيقاف حركة خلايا دم بيضاء معينة والمعروفة بأنها تحفز إفراز البلغم والفضلات الذي يسببه الزكام. يفرز حساء الدجاج حوامض معينة، خلال الطهي، حيث يمكنها تخفيف خراج ذي علاقة بالزكام. إضافة إلى ذلك، فإن الدمج بين الحرارة، الدهون، التوابل والماء يساهم في إخراج القيح اللزج الذي تتميز به الإنفلونزا الصعبة ويساهم أيضًا في تقليل النشاط الالتهابي الذي يميز التهاب الحلق.
هل أوصتكم جدتكم بأكل الثوم؟ إنها على حق. إن أكل الثوم على هيئته الطبيعية (ليس مطبوخًا أو مشويًا) يخفف من علامات الإصابة بالزكام، يسرّع الشفاء ويقلل من احتمال الإصابة بالزكام مرة أخرى. و ذلك بفضل مكوّن الأليسين، الذي يحفز خلايا الدم البيضاء على الانقسام وتعزيز الطبقة الواقية الطبيعية للجسم.
هل تعانون من السعال؟ إن تشكيلة الأدوية الطبيعية الخاصة بالجدة ستساعدكم: حساء البصل مع عسل الكينا، ملعقة من بذور الكتان التي تم غليها لربع ساعة مع ثلاث كؤوس من الماء، التبريد ومن ثم الشرب. حساء القرع لإخراج البلغم. نصف كأس من الصودا مع نصف كأس من الحليب، وقوموا بتدفئة الأقدام بواسطة البخار قبل النوم، وبتدليكها قليلا ثم البسوا جرابات سميكة. في الصباح، اغسلوا القدمين جيدا قبل ارتداء جوارب جديدة.
ولمن يعاني من التهاب في الأذنين يوصى بخلط ملعقة من زيت الزيتون مع أربع قطرات من الضرم، غمسها بقطن وإدخال الخليط قبل النوم إلى داخل الأذن التي تؤلم.
توصي الجدة كذلك بالبابونج. إن هذه النبتة هي مهدئ خفيف وآمن للاستخدام مع الأطفال. بسبب فعاليته المهدئة، يوصى باستخدامه في حالات الخوف والأرق. في حالات التورمات في الجهاز الهضمي ومشاكل الهضم. البابونج مفيد كمهدئ ومعقم ويمكن استخدام النبتة لغسيل الفم في حالات الورم وكمنظف للأعين في حالات الورم. إن طريقة الاستخدام المنتشرة هي صنع شراب من أزهار النبتة. يمكن وضع حفنة زهور في ماء يغلي والانتظار لبضع دقائق والشرب حسب الحاجة.
لكن هنالك أيضًا بعض النصائح التي لم يتم إثباتها علميًا ومن بينها: علاج التجشؤات بحيث أنه حسب التقاليد، إذا تم شرب كأس ماء ممزوجة بالقليل من مسحوق الصودا بجرعات صغيرة، فإن ذلك سيختفي. كذلك العلاجات المختلفة بالحازوقة بواسطة شم الفلفل الأسود أو شرب الماء بجرعات صغيرة، أخذ نفس عميق ومحاولة إيقاف التنفس لأطول وقت ممكن لم يتم إثباتها علميًا. وكذلك لم يتم إثبات نجاعة علاج شحاذ العين حيث أنه وفق الوصفة التقليدية يجب تقسيم سن كبيرة وصلبة من الثوم قبل النوم وبواسطة الجهة المقسومة يجب فرك شحاذ العين جيدًا ولكن برفق، دون لمس القسم الداخلي من العين.
تجدر الإشارة إلى أنه عندما يجري الحديث عن مرض حاد أو متواصل يجب التوجه إلى الطبيب للاستشارة لكي لا يتفاقم المرض. إن استخدام أدوية الجدة تم إعداده في الأساس لتخفيف الأوجاع أو الأعراض وليس تحديدًا لحل المشكلة التي سببت الألم. ليس ما كتب أعلاه توصية طبية… نتمنى لكم الصحة…