شيء ما حدث للطعام الإسرائيلي. فسابقًا عندما كان يشعر المرء بالجوع كان يتناول وجبات سريعة بسيطة. كان يدخل إلى محل بيع الشوارما أو الفلافل، أو البيتزا. يومئ للبائع، ويطلب الوجبة، ويجيب عن الأسئلة الروتينية (إضافة الفلفل الحار، سلطة الخضار، الحمص، الطحينة، الجبنة). ويحصل على الوجبة. ومن ثم يتخذ مكانا ليجلس فيه، أو يأكل وهو واقف، ومن ثم ينهي طعامه ويغادر المكان. كانت المُعادلة بسيطة جدًا: أنت ووجبتك فقط.
لم تعد مطاعم الشوارع اليوم ولا سيما في مدينة تل أبيب، مُجرد مُزوّد طعام بسيط وسريع ومُتاح للأشخاص الذين ليس لديهم وقت كاف للجلوس وتناول الوجبة. فقد تحسنت كل تلك الأمور مع دخول ميزات جديدة إلى عالم المأكولات الإسرائيلية. يفرض عليك كشك بيع المأكولات السريعة اليوم تفاعلاً اجتماعيًا أكبر، وفهما بالطعام الذي لم يعد طعامًا بسيطًا. وقد تحوّل تناول الطعام في رغيف خبز إلى تجربة، تعيشها، تشم رائحته، تستمتع بلونها وبمذاقات لم تتخيّل أنك يومًا قد تتناولها في رغيف خبز.
من المحلات، ذائعة الصيت اليوم، فيما يخص تقديم الطعام الفاخر الإسرائيلي في رغيف خبز، نجد محل يُسمى “هامزنون”. لقد طفى مشروع “هامزنون” على السطح بعد أن أخذ الطباخ الإسرائيلي المعروف والأكثر انشغالا اليوم في إسرائيل، آيال شاني، فكرة طعام الشوارع وحولها إلى شيء مُثير. آيال شاني هو طباخ معروف جدًا في إسرائيل، ويُعتبر واحدًا من أهم الطباخين في العقد الأخير المؤثرين في أنواع الطعام والمأكولات الاجتماعية؛ في إسرائيل، وذلك بفضل رغبته في أن يجعل من تجربة الطعام تجربة أغنى وذات معنى أكبر.
لقد ساعد نجاحه الكبير بأن يُقدّم الطعام الفاخر في رغيف خبز على إقامة 4 فروع مُختلفة، في مدينة تل أبيب، فرع واحد في باريس وفرع إضافي في فيينا.
الهدف بسيط: منح الزبون الإسرائيلي تجربة تناول طعام فاخر في رغيف خبز؛ وهو واقف. لذا، نجد أن مُعظم الأشخاص الذين يتوافدون إلى مطاعم شاني هم من الجيل الصغير. يدور الحديث عن الشبان الإسرائيليين الذين يتوافدون ليتذوقوا الوجبات اللذيذة التي يُقدمها شاني وليستمتعوا بالأجواء اللطيفة الرائعة.
كُتب الكثير عن الوجبات التي يُقدمها آيال شاني. في “هامزنون”، كما سبق وذكرنا، يُقدّم مُعظم الطعام في رغيف خبز وهو مُعد للأكل السريع. يدمج الطعام بين مواد خام ممتازة تُوضع داخل وجبات بسيطة ومن ثم تحصل على أسماء مُركبة. على سبيل المثال، كيس ورقي فيه قطع دجاج، ثوم، بصل بنفسجي، بصل أخضر، خيار مُخلل وبعض قطع البطاطا المقلية. كذلك، زهرة مشوية في الفرن مع زيت الزيتون، القليل من الفلفل والملح، وهذا كل شيء. وهذه وجبة رائعة رغم بساطتها. بالإضافة إلى ذلك هناك وجبة البطاطا، المهروسة تمامًا مع القليل من أعشاب التتبيل والقشدة. وثمة وجبة شرائح لحم رقيقة مع البيض المقلي والخضراوات.
وللتحلية لن تُصدّقوا: بوظة في رغيف خبز. أجل، ما قرأتموه صحيح – هذه سندويشات شاني. البوظة التي تملأ رغيف الخبز هي بوظة لزجة معروفة في البلدان العربية، ومشهورة في بلدان مثل تُركيا والأردن. وما يُميّزها هي طبيعتها القابلة للتمدد الأمر الذي يمنع ذوبانها السريع، بخلاف البوظة العادية.
ווינה, ואנחנו A photo posted by Eyal Shani (@eyaltomato) on
وليس آيال شاني وحده الذي يمرر مؤخرًا ثورة رغيف الخبز. فهناك محلات أُخرى لاحظت نجاح شاني، فبدأت تُقلده وباتت تُصمم أطعمة فاخرة تُقدم في رغيف خبز. الإسرائيليون مُعجبون بصيحة الطعام الجديدة هذه ومما رأيناه في باريس وفيينا هناك أيضًا الكثير من المُعجبين، بهذه الصيحة الجديدة، في أرجاء العالم.