قبضت السلطات التونسية، أمس، الثلاثاء، على أسلحة عديدة بالقرب من المكان المؤدي إلى جزيرة جربة، وذلك قبل يوم من افتتاح احتفالات عيد “لاك بعومر” اليهودي التقليدي في الجزيرة. ويقول مسؤولون من الجالية اليهودية في تونس لوسائل الإعلام المحلية إن هناك حضور كبير للغاية للجهات الأمنية وهنالك رغبة كبيرة من جانب السلطات التونسية للإثبات من خلال هذه المناسبة الخاصة أن تونس آمنة للسياح.
هل مسموح أم ممنوع للسيّاح الإسرائيليين زيارة تونس؟ يعود ذلك إلى من نسأل. على حسب رأي مهدي جمعة، رئيس الوزراء الجديد الذي عُينّ في كانون الثاني 2014، لا ينبغي أن تناقش هذه المسألة على الإطلاق. “علينا إنقاذ الموسم السياحي، تطبيع أو غير تطبيع، لنترك هذه الأسئلة الكبيرة. يقترب موعد احتفالات الغريبة (الحج للكنيس العتيق في جزيرة جربة) وكما وصلني من المختصين فإن نجاح موسم السياحة متعلق بنجاح هذه الاحتفالات. هذا تقليد معروف هنا ولدينا إجراءات تقام منذ سنين طويلة ومن جانب جميع الحكومات”.
تشكل السياحة أهم مصدر للدخل في تونس، فحتى قيام الثورة في عام 2011، كانت وجهة مفضلة للسياح من أوروبا. خلال ثلاث سنوات ونصف منذ قيام الثورة، عانت السياحة من ضربة قاسية وبدأت بالتعافي منها منذ عام واحد فقط. وزيرة السياحة كربول، والتي تتوقع وصول سبعة ملايين سائح والذين سيُدخلون حوالي خمسة مليارات دولار للدولة، ليست مستعدة للتخلي عن أية فرصة لجذب المزيد من السياح، حتى لو كانوا قادمين من إسرائيل. ولكن عشرات النواب في البرلمان التونسي المؤقت لا يرون الأمر كذلك، فهم يعارضون دخول الإسرائيليين إلى تونس على أساس أنه ينتهك مبدأ حظر التطبيع الذي تشارك تونس فيه مع الدول العربية الأخرى التي لم توقّع على معاهدة سلام مع إسرائيل.
تقام احتفالات عيد “لاك بعومر” في كنيس الغريبة في تونس منذ آلاف السنين، فوفق التقاليد هناك في الكنيس أبواب من بيت المقدس الأول والتي أحضِرَت إلى تونس على أيدي عائلة الكاهن تصادوق.
وقد عبّرت السلطات التونسية، في بداية الأسبوع، عن أسفها من قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية، بإصدار تحذير من السفر إلى تونس وقالوا “نحن نحترم دولة إسرائيل ونثق بأن القرار صادر عن اعتبارات أمنية. لكننا نشعر بأن إسرائيل تبالغ بخوفها وقد اختارت منع اليهود من الوصول للاحتفال السنوي الذي يقام منذ آلاف السنين”.