عرض معهد أبحاث الأمن القومي، الذي يعتبر مقرّبا جدا من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، اليوم تقديرات الوضع السنوي على الرئيس الإسرائيلي ريفلين. لخص رئيس المعهد، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية سابقا، اللواء عاموس يدلين، عام 2017 بصفته عاما جيدا لإسرائيل، ولكن يبدو أن الأمور ستكون معقّدة أكثر في عام 2018.
إليكم تقديرات المعهد الرئيسية:
1. بالمجمل، وضع إسرائيل جيد – إسرائيل قوية، مستقرة، ويسود الهدوء في حدودها – في عام 2017، تفوقت إسرائيل عسكريا في الشرق الأوسط وتميزت بقدرتها على ردع أعدائها أيضا، سواء كان الحديث يجري عن دول أو غيرها، في حدودها، بما في ذلك ضد أعدائها من حزب الله، حماس، والدولة الإسلامية. في تقديرات الوضع، ورد أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب صديقة مع إسرائيل وتشجعها، وتنظر نظرة إيجابية إلى إسرائيل من حيث معظم مصالحها الاستراتيجية المشتركة في الشرق الأوسط. ولكن ما زال تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة آخذ بالانخفاض. لم تبلور الإدارة الأمريكية بعد استراتيجية شاملة لتحقيق الأهداف التي حددتها بشكل أساسي، وهي تهتم حاليا بقضايا ليست ذات صلة بالشرق الأوسط.
2. هناك احتمال مرتفع لشن حرب في السنة القادمة – وفق أقوال يدلين إذا كان احتمال اندلاع حرب في السنوات الماضية في الجبهة الشمالية الإسرائيلية صفرا، فقد وصل الآن إلى نحو %10. لن تخوض إسرائيل حربا مع حزب الله ولن تقتصر الحرب على لبنان فقط، بل على إسرائيل أن تستعد “للحرب الأولى في منطقة الشمال” وليس لـ “حرب لبنان الثالثة”، وهذا بسبب الحضور الإيراني في سوريا، الذي قد تعمل إسرائيل ضده عسكريا وبشكل مخطط له. فضلًا عن ذلك، قد يمارس الإيرانيون ضغطا على حماس للتدخل وإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل.
3. الروس سيتخذون موقفا حياديا – ولن يعملوا ضد إسرائيل، ولكن قد يفرضون قيودا على حرية عملها. روسيا هي اللاعب الأكبر في الشرق الأوسط في السنتَين الماضيتَين – لقد حققت لنفسها دور اللاعب السياسي الرائد في تصميم الحلبة السورية واستقرارها، ساعية لإبعاد الولايات المتحدة الأمريكية وإضعافها. رسّخت موسكو في سوريّا ركائز عسكريّة، بحرية وجوية، تعزيزا لسيطرتها الاستراتيجية على مر الأجيال. في هذه الأثناء، تسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع كل اللاعبين في الشرق الأوسط.
4. يجب على إسرائيل أن تعزز علاقاتها مع الدولة السنية – يشكل الانتقال من التعاون المحدود والسري إلى التعاون العلني، والاستعداد مع غيرها من الدول ضد الأعداء المشتركين، مفتاحا رئيسيا للتقدم في القضية الفلسطينية. كما عليها العمل سريعا لإصلاح الأزمة مع الأردن التي وقعت في أعقاب الحادثة التي كان متورطا فيها حارس الأمن الإسرائيلي، وإيجاد حل للقضايا مثيرة للجدل بين الدول، التعاون ضد التهديدات المشتركة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية (إضافة إلى العلاقات الأمنية). في هذا السياق، يجب دفع المشاريع التعاونية قدما من أجل رفاهية كلا الشعبَين.