يعيش اليوم حوالي 150,000 يهودي من أصل يمني في إسرائيل، وهم منخرطون في هذه الأيام في كل مجالات الحياة الإسرائيلية، ويتقدمون في مجالات التعليم، الموسيقى والفنون الإسرائيلية. لكن هذه المرة أردنا أن نذكر لكم مساهمة أخرى لليهود اليمينيين في إسرائيل- وستجدون من يقول إنها المساهمة الأهم- نبتة القات.
تؤخذ نبتة القات مضغًا، أو ما يدعى بالتخزين، مثل أوراق التبغ والكوكا في دول أخرى. حسب ما يذكر مستهلكو القات، فإنه يبعث إحساسًا بالسرور، النشوة، الانفعال، التيقظ الزائد، القدرة على التركيز، الثقة بالنفس، التودد والإبداع. ويدعي مغنون إسرائيليون كثيرون أن أكثر أغانيهم جودة قد خطرت في بالهم بعد جلسة مطوّلة مُضغت فيها أوراق القات مرة بعد الأخرى.
تنتج كل ورقة تدخل الفم تدريجيًّا نتوءا في جانب الفم الذي مُضغ فيه القات، ويكبر هذا النتوء وينتفخ حسب طول الجلسة. وتخرج عصارته المُرة تدريجيًّا خلال المضغ، الذي يمكن أن يستمر لساعات.
إن إحدى الإشاعات التي جعلت القات مشهورًا جدًا في إسرائيل هو تأثيره على القوة الجنسية لدى الرجال
إن عدد الماضغين للقات في اليمن هو الأكبر عالميًّا ولكن يستهلكه أشخاص آخرون. وفي استطلاع أجري في العالم العربي تبين أن 96% من هؤلاء الذين ذكروا أنهم يمضغون القات بشكل ثابت هم من سكان اليمن. يستورد اليمنيون قاتهم من إثيوبيا، رغم أن أصلها التاريخي من اليمن. ويصل مبلغ تصدير القات من قبل إثيوبيا إلى اليمن إلى 5.7 مليون دولار كل سنة، ويعتبر القات الإثيوبي الأفضل عالميًا.
قال رئيس اليمن المخلوع، علي عبد الله صالح، سابقا في مقابلة صحفية أنه يواجه الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومصاعبه الشخصية بمضغ القات
قال رئيس اليمن المخلوع، علي عبد الله صالح، سابقا في مقابلة صحفية أنه يواجه الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومصاعبه الشخصية بمضغ القات. مع ذلك، فقد وعد بالإقلاع عن هذه العادة، لأن مضغ هذه الأوراق، حسب كلامه، يشجع على التكاسل والأوهام ويؤدي لإضاعة الوقت والمال.
إن إحدى الإشاعات التي جعلت القات مشهورًا جدًا في إسرائيل هو تأثيره على القوة الجنسية لدى الرجال. يقول معالجو مشاكل الجنس في إسرائيل الذين يعالجون مشاكل العنّة الجنسية إن الكثير من الزبائن يستخدمون القات للتغلب على الظاهرة. على أية حال، ما هذه إلا إشاعات لا أساس لها. والعكس هو الصحيح، فوُجد أن منِيَّ الرجال الذين يمضغون القات أقل كمية من أولئك الذين لا يمضغونه.
كذلك، هناك شائعات أخرى عن أن النساء يستطعن الاستفادة من مضغ القات، وأنهن يلِنَّ بعد المضغ، وتزداد شهوتهن الجنسية. ولكن، في إسرائيل، تُقبل النساء على القات لسبب آخر، وذلك لأنه يسد شهيتهن ويسهل عليهن الحفاظ على حميتهن.
لحسن الحظ الإسرائيلي، ما زال القات في إسرائيل قانونيًّا. لكن في مدن أوروبية كثيرة مثل السويد، وفرنسا وحتى هولندا فإنه يعد مخدرًا ممنوعًا
لحسن الحظ الإسرائيلي، ما زال القات في إسرائيل قانونيًّا. لكن في مدن أوروبية كثيرة مثل السويد، وفرنسا وحتى هولندا فإنه يعد مخدرًا ممنوعًا. فقد ظهرت في إسرائيل، في السنوات الأخيرة، عدة مخدِّرات ترتكز في تركيبها الكيميائي على القات، والتي تكون مسحوقا للاستنشاق، عبر فتحة الأنف. حين ظهر القات في إسرائيل للمرة الأولى كان قانونيًّا، رغم ذلك، أظهر الفحص المخبري أن استخدامه يشكل خطرًا كبيرًا، ويحتمل أن تسبب وجبة مفرطة منه مرض جنون العظمة، الجزع، نوبات غضب وحتى فصام الشخصية ومرض الرعاش (باركنسون).
تشكل عصارة القات إحدى صور الشغف الإسرائيلية الجديدة، وخاصة في الأعراس الإسرائيلية. فبالإضافة إلى الشرب المفرط للمشروبات المسكّرة، يرفع القات من حدة الاحتفال ويحوّله إلى فرحة خاصة.
لكن، في نهاية الأمر، تظهر الأبحاث الطبية أن الهوس بالقات ليس صحيًّا بالمرة. حتى وإن كان قانونيًّا، فإن مضغ القات يرفع ضغط الدم، يزيد من خطر الجلطة القلبية، ويمكن أن يشكل خطرًا فوريًا على الأشخاص الذين يشربون من عصارته ولديهم أمراض أوعية دموية بسبب المضاعفات الجانبية. سواء أكان هذا أم ذاك، لا يبدو أن الإسرائيليين سيتنازلون بسهولة عن القات.