يساعد الختان ويحمي من الأمراض الفتاكة: هذا ما حدده المركز الأكبر في العالم لمراقبة الأمراض، الـ CDC الأمريكي، في مسودة التعليمات الجديدة التي ستُنشر قريبًا. يحدد خبراء المركز الذين يعتمدون على أبحاث من السنوات الماضية، أن حفل الختان في الديانة اليهودية والإسلامية يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الجنس والإيدز، وأن أفضلياته الصحية تفوق على سلبياته.
إن أهمية الختان في الوقاية من الأمراض المعدية معروفة منذ سنوات كثيرة. وفق التقديرات، فإن خطر الإصابة لدى الرجال الذين اجتازوا الختان منخفض ويعود ذلك إلى مبنى جلدة العضو التناسلي. تحتوي الطبقة الداخلية من الغُلفة على خلايا حساسة للإصابة بفيروس الإيدز. إن جلدة العضو التناسلي لدى الرجال الذين لم يجتازوا الختان طويلة أكثر مما يجب، ولذلك يسهل على الفيروس البقاء في الطبقة الداخلية والانتقال منها إلى الجسم.
ورد في التعليمات الجديدة للمنظمة أن “الشهادات العلمية واضحة وتشير إلى أن أفضليات الختان تفوق على سلبياته”. وفق أقوال خبراء المركز، تنمو الجراثيم والفيروسات تحت الغُلفة وتزيد من خطر تمرير الرجل الأمراض لشريكته التي يقيم معها علاقات جنسيّة.
في عام 2007، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات شبيهة، كانت ترتكز على بحث أجري في كينيا وشمل آلاف الرجال، ووُجد أن نسبة الإصابة بين أوساط الرجال الذين اجتازوا الختان أقل بـ 51% حتى 60%. أصيب بمرض الإيدز 10 رجال لم يجتازوا الختان، مقابل ثلاثة رجال اجتازوه. كانت النتائج حاسمة وملحوظة، لدرجة أنه تم إيقاف التجربة تسعة أشهر قبل موعد انتهائها، وكان الادعاء أن النتائج واضحة لدرجة أن متابعة البحث لا تعتبر أمرا أخلاقيَّا دون تحذير المفحوصين الذين لم يجتازوا الختان من الخطر الكامن لديهم.
يعتقد الباحثون من تحليل إحصائي للأبحاث السابقة أنه في العقدين القريبين قد يمنع الختان مليوني حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ونحو 300 ألف حالة وفاة. في السنة الماضية، أصيب 2.8 مليون شخص في إفريقيا بالفيروس القاتل، وتُوفي 2.1 مليون شخص نتيجة الإصابة بالمرض.
استنادًا إلى هذه المعطيات، تقر منظمة الصحة العالمية أن الختان هو وسيلة أخرى لخفض نسبة الإصابة بالمرض لدى الرجال. رغم ذلك، يُشدد الخبراء على أن المعطيات قد تختلف بين دولة وأخرى. هكذا على سبيل المثال، في المناطق التي يكون فيها الإيدز منتشرا بين أوساط الذين ينشغلون في العمل في مجال الجنس والمدمنين على المخدرات، قد لا يساعد الختان على تقليل خطر الإصابة.