يثير الانخراط المتزايد للمسلمين، مواطني الدول الغربية، القلق لدى أجهزة الأمن الغربية. تشير أبحاث أجرتها جهات أمنية إلى تزايد نسبة تطوع مواطنين أوروبيين وأمريكيين للانضمام إلى حركات جهادية تحمل فكر القاعدة ومنها داعش وجبهة النصرة.
أشار بحث أجراه مركز معلومات المخابرات والإرهاب في إسرائيل إلى وجود “دافعية جهادية كبيرة” لدى الشبان الأوروبيين والأمريكيين للانضمام والمشاركة بالقتال. حسب المصادر الاستخباراتية، أكثر من 500 شاب مسلم من دول غربية، غالبيتهم من أُستراليا، انضموا إلى صفوف تلك التنظيمات.
تمثلت واحدة من تلك الحالات الأبرز بمشاركة شاب أمريكي يطلق عليه لقب “أبو هريرة الأمريكي” بعملية تفجير انتحارية ضدّ قطة عسكرية للجيش السوري. تم تنفيذ العملية من قبل جبهة النصرة وبواسطة أربع شاحنات مفخخة انفجرت في الوقت ذاته.
ثم تم الكشف عن شخصية “أبو هريرة”: منير محمد أبو صالحة، شاب في العشرينات من عمره من فلوريدا. وصل أبو صالحة إلى سوريا خلال العام 2013 وتمرن طوال شهرين في معسكر للتدريب تابع لجبهة النصرة في منطقة حلب والتي يسيطر عليها التنظيم.
أبو صالحة ليس أحد تلك الأمثلة. يكمن الخوف من أن يستخدم أولئك الخبرة التي اكتسبوها من القتال في سوريا لتوجيه قدراتهم التدميرية إلى المكان الذي جاءوا منه، إلى الغرب.
يقدّر د. رونين يتسحاك وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط، على صفحات صحيفة “إسرائيل اليوم”: “واضح بالنسبة لأجهزة المخابرات اليوم أنها فقط مسألة وقت حتى يعود أولئك المقاتلين إلى بلدانهم كإرهابيين متمرسين ومفعمين بالدافعية لمتابعة تحقيق أهدافهم أيضًا في دولهم أو في أوروبا عمومًا”.
تركيا، والتي كانت على مدى التاريخ حلقة الوصل بين آسيا وأوروبا، هي الجسر البري الذي يمكنه أن يتيح الدخول الخطير للجهات الإرهابية إلى قلب أوروبا. إلى هذا أيضًا تُضاف إمكانية التنقل الحر لمن يملكون جوازات سفر أوروبية من دولة إلى دولة الأمر الذي قد يكون خطيرًا للغاية إن تم استغلاله من قبل جهات إرهابية.
تعمل أجهزة الاستخبارات الغربية، حسب كلام د. يتسحاك، بكل جهد للتعاون الحثيث من أجل منع العملية الإرهابية القادمة. السؤال الذي بقي مفتوحًا هو متى سيتم توجيه موجة المتطوعين الغربيين من الغرب وتعود تلك الموجة لتضرب في أوروبا والولايات المتحدة.