إن تركيز الرأي العام الغربي والعربي على الحرب المكثّفة ضدّ داعش في السنوات الأخيرة، قد جعل الكثيرين ينسون التنظيم الأم الذي جلب داعش إلى العالم في البداية، وهو تنظيم القاعدة. حذّر يو نايلور، مراسل صحيفة واشنطن بوست في الشرق الأوسط، أنّه في الأشهر الأخيرة فإن التنظيمات المرتبطة بالقاعدة آخذة بتعزيز قواها واستعادتها.
وبشكل معيّن، يسعى رجال القاعدة إلى الإظهار أنّهم ليسوا متخلّفين عن وتيرة إعدامات داعش الجنونية. وعلى هذه الخلفية، ينبغي النظر إلى العمليات الإرهابية التي نفّذها الجناح العسكري للقاعدة في مالي بشمال أفريقيا، والتي تهدف إلى التوضيح للعالم بأنّه رغم عمليات داعش الإرهابية في باريس، فإنّ القاعدة لم تضع سلاحها جانبا.
وفي السنوات الأخيرة، كانت المنافسة بين القاعدة وداعش عاملا رئيسيا في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط في نقاط صراع عديدة. في اليمن، على سبيل المثال، تتنافس تنظيمات تنتمي إلى القاعدة وداعش على تجنيد العناصر. فيحاول عناصر داعش إقناع العناصر المرتبطة بالقاعدة بالانضمام إليهم.
وأوضح خبراء تحدّث إليهم نايلور بأنّ قادة القاعدة لا يجلسون مكتوفي الأيدي إزاء التحدي غير المسبوق الذي وضعته الدولة الإسلامية ضدّ جميع الأطراف في الساحة بالشرق الأوسط. ففي العديد من المساجد مثل في اليمن يقود مسؤولو القاعدة حملة لمنع انضمام العناصر إلى صفوف داعش.
ولكن هناك تكتيك آخر لدى القاعدة، وهو إظهار أنّ حكمها أفضل من حكم داعش الإرهابي المشبع بالقتل العشوائي. ففي سوريا، يريد مسؤولو القاعدة أن يقنعوا السكان المحليين بأنّهم لا يرغبون في فرض قوانين الشريعة بذات الطريقة العنيفة التي عمل بموجبها أعضاء تنظيم داعش.
وإحدى الطرق التي يظهر فيها تنظيم القاعدة منهجه اللذيذ هي نشر مقطع فيديو يظهر فيه أعضاؤه وهم يساعدون سكان اليمن الذين تضرروا من الإعصار في شهر تشرين الثاني الماضي. وبالمقابل، يعمل أعضاء القاعدة في أماكن مختلفة مثل ليبيا والصومال بحزم شديد ضدّ العناصر المنتمية إلى داعش في أراضيهم.