سيطر جهاديو تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف الاربعاء على الجزء الشمالي والذي يشكل ثلث مدينة تدمر الاثرية (وسط)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ونشطاء الذين تحدثوا عن اجواء من “الخوف” في المدينة.
واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان عناصر من التنظيم دخلوا الى الجزء الشمالي من المدينة مشيرا الى “ان الاشتباكات ما تزال دائرة”.
وإعتبر المدير العام للاثار والمتاحف مأمون عبد الكريم في تصريح لوكالة فرانس برس أن “الوضع سيء جدا” معربا عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي.
واضف “يكفي ان تتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول الى المعالم كي يدمروا كل شيء” مناشدا المجتمع الدولي للتحرك من اجل حمايتها.
واكد عبد الكريم ان “مئات التماثيل والقطع الاثرية تم نقلها من متحف تدمر الى اماكن امنة” لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تمكن مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة”.
واضاف المرصد ان عناصر التنظيم “دخلوا راجلين وبدون عربات ويتواجدون بين المباني”.
وياتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح اليوم على مبنى امن الدولة على حاجز في المنطقة، بالقرب من احد الابنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة.
وقال المصدر الامني للوكالة ان عناصر التنظيم “دخلوا الى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر” مشيرا الى “ان القتال يجري في عدد من الشوارع”.
وحول احتمال وصول عناصر التنظيم الى المدينة الاثرية، اجاب المصدر “انها حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس” مشيرا الى ان “جميع الاحتمالات مفتوحة”.
وقال احد سكان المدينة الذي عرف عن نفسه باسم خالد الحمصي “ان الناس خائفة جدا من القادم” مضيفا عبر الانترنت ان “حركة السير خفيفة جدا والناس تشعر بالقلق”.
واكد الناشط محمد المتحدر من تدمر لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان “عناصر النظام قد فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى امن الدولة”.
واضاف الناشط ان عناصر القوات النظامية لجات الى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غرب المدينة بالقرب من المعالم الاثرية الشهيرة.
وياتي تقدم التنظيم اثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل امس الثلاثاء في محيط الاحياء الشمالية للمدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى ترافق الاشتباكات “مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية”.
وكان التنظيم سيطر السبت على اجزاء واسعة من شمال المدينة الا ان القوات النظامية تمكنت من صده في اقل من 24 ساعة.
وبدأ التنظيم المتطرف في 13 ايار/مايو هجوما في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة اليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الانبار العراقية. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط انظار عالميا بسبب آثارها.
وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز.